تخطط مجموعة “جي 42” (G42) الإمارتية، لضخ عشرات المليارات من الدولارات لتوسيع استثماراتها في الذكاء الاصطناعي بالولايات المتحدة، بحسب صحيفة “فايننشال تايمز”.
وأسست المجموعة المدعومة من “مبادلة للاستثمار”، كياناً قانونياً لتحقيق هذه الاستراتيجية، ونقلت الصحيفة عن بيان صادر عن المجموعة، توقعاتها بأن تُعلن بعض الشركات التابعة للمجموعة، والتي تشمل شركات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية ومراكز البيانات، عن مشاريع استثمارية بأميركا خلال الأشهر المقبلة.
كثّفت الإمارات استثماراتها بقطاعي التكنولوجيا والطاقة في أميركا سعياً للحصول على الرقاقات الضرورية لطموحاتها في أن تصبح قوةً عظمى في مجال الذكاء الاصطناعي. وأعلن البيت الأبيض الشهر الماضي عن تعهد الإمارات بضخ استثمارات في أميركا تصل إلى 1.4 تريليون دولار خلال السنوات العشر المقبلة، عقب لقاء جمع الرئيس الأميركي دونالد ترمب والشيخ طحنون بن زايد آل نهيان. وتشمل الاستثمارات مجالات الذكاء الاصطناعي، وأشباه الموصلات، والطاقة، والصناعة، وفقاً لما أعلنته الولايات المتحدة.
تأسيس شركة إمارتية جديدة في أميركا
تلتزم المجموعة التي يرأسها مستشار الأمن القومي لدولة الإمارات الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، بالتوسع في السوق الأميركية، حيث أسست بالفعل شركة تحت اسم “G42 USA” في ولاية ديلاوير خلال يناير الماضي. كما أن شركتها التابعة “Core 42” للحوسبة السحابية والأعمال، أفتتحت عدة شركات على الأراضي الأميركية وأعلنت عن خطط لإطلاق خدماتها في البلاد.
في العام الماضي، قالت مجموعة “جي 42” إنها ستسحب استثماراتها من الصين، ومن ثم دخلت في شراكة مع “مايكروسوفت”. وكان هذا التحول الذي يتضمن جهوداً للتخلص التدريجي من معدات “هواوي” بمثابة خطوة استراتيجية للتوافق مع الولايات المتحدة في السعي إلى الريادة العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي.
لا تخطط شركة “خزنة” التابعة للمجموعة لإطلاق أعمال في الولايات المتحدة حالياً، بحسب تصريحات سابقة للرئيس التنفيذي للشركة حسن النقبي، مشيراً إلى أن تركيز الشركة حالياً على الفرص المتاحة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وفي الأسواق ذات الأولوية، لكنه قال للصحيفة البريطانية أيضاً “نراقب تطورات توسع (جي 42) في الولايات المتحدة، وسنسعى لدعم هذه المبادرة والنمو معها عندما يحين الوقت المناسب”.
تدرس واشنطن تخفيفاً للقيود المفروضة على مبيعات “إنفيديا” إلى الإمارات، بحسب بلومبرغ التي أشارت نقلاً عن أشخاص مطلعين إلى أن ترمب قد يعلن عن بدء العمل على اتفاق ثنائي بشأن الرقائق الإلكترونية خلال زيارته المرتقبة إلى الخليج.
في العام الماضي، استثمرت المجموعة الإماراتية 335 مليون دولار في شركة “كيربراس” (Cerebras) الأمريكية المختصة بتصنيع الرقائق الإلكترونية، وهي صفقة وافقت عليها لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة الشهر الماضي، رغم عدم سماحها للشركة الإماراتية بامتلاك أسهم لها حق التصويت، وفق “فايننشال تايمز”.
يعتزم الرئيس الأميركي دونالد ترمب زيارة السعودية والإمارات وقطر في 13 مايو الجاري، في رحلة رئاسية ستستمر 3 أيام، وفق تصريحات المتحدثة باسم البيت الأبيض، وقالت إن الرئيس الأميركي سيركز على “مناقشة الاستثمارات الأجنبية، وتعزيز العلاقات مع دول الخليج، وإنهاء الصراع في الشرق الأوسط”.
وذكرت “بلومبرغ” الشهر الماضي عن بينغ شياو، الرئيس التنفيذي لـ”جي 42″، قوله إن الإمارات تحقق تقدماً “تقدماً جيداً وملموساً للغاية” نحو تأمين أشباه الموصلات المتقدمة من الولايات المتحدة.