تتحرك إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لتقييد بيع برامج تصميم الرقائق الإلكترونية إلى الصين، بحسب ما أفاد به أشخاص مطلعون على الأمر، في وقت تدرس فيه الحكومة الأميركية إعلان سياسة أوسع في هذا الشأن.
وأرسلت إدارة الصناعة والأمن التابعة لوزارة التجارة الأميركية، يوم الجمعة الماضي، رسائل إلى عدد من أبرز مزودي برامج التصميم الإلكتروني، تطلب منهم وقف الشحنات إلى العملاء الصينيين، وفقاً للأشخاص الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم نظراً لعدم إعلان السياسة بشكل رسمي بعد. وتشمل أبرز الشركات المنتجة لهذه التكنولوجيا “كادينس ديزاين سيستمز” و”سينوبسيس” و”سيمنز” الألمانية.
وقال متحدث باسم وزارة التجارة: “تقوم الوزارة بمراجعة الصادرات ذات الأهمية الاستراتيجية إلى الصين. وفي بعض الحالات، قامت بتعليق التراخيص التصديرية الحالية أو فرض متطلبات ترخيص إضافية خلال فترة المراجعة”.
تراجع الأسهم
تراجعت أسهم شركة “كادينس” بنسبة 10.7% لتغلق عند 288.61 دولاراً في تعاملات نيويورك، وهو أكبر انخفاض يومي منذ بداية جائحة كورونا في مارس 2020. كما هبطت أسهم “سينوبسيس” بنسبة 9.6% إلى 462.43 دولاراً، في أسوأ أداء لها منذ ديسمبر.
ولا تزال حدود هذه القيود غير واضحة، لكنها قد تعني فعلياً حظراً على التعامل التجاري مع الصين، وفقاً لأحد الأشخاص. وتحقق “سينوبسيس” نحو 16% من إيراداتها من الصين، بينما تبلغ نسبة إيرادات “كادينس” من السوق الصينية حوالي 12%.
وأقر الرئيس التنفيذي لشركة “سينوبسيس” ساسين غازي، بصحة هذه الرسائل، لكنه قال إن شركته لم تتلق إخطاراً رسمياً من إدارة الصناعة والأمن. وأضاف خلال مكالمة لمناقشة نتائج الشركة المالية يوم الأربعاء: “لا يمكننا التكهن بشأن أي تأثير محتمل لإشعار لم نتلقّه”.
وامتنعت شركة “كادينس” عن التعليق، في حين لم ترد شركة “سيمنز” على طلب التعليق على الفور. وكانت صحيفة “فايننشال تايمز” أول من أورد أنباء هذه الرسائل.
حظر مستمر
اتبعت واشنطن نهجاً تصعيدياً لكبح طموحات بكين في بناء صناعة أشباه موصلات محلية. فبعد أن قطعت الصين عن معدات تصنيع المكونات الإلكترونية المتقدمة، بدأت لاحقاً بتوسيع نطاق القواعد لتشمل أدوات التصميم.
وتُستخدم برمجيات “كادينس” و”سينوبسيس” في تصميم كل شيء من المعالجات عالية الأداء التي تعتمد عليها شركات مثل “إنفيديا” و”أبل”، وصولاً إلى مكونات بسيطة تنظم الطاقة على سبيل المثال.
كما تحركت الولايات المتحدة لمنع وصول الصين إلى أشباه الموصلات الأكثر تقدماً. وكانت شركة “إنفيديا” الهدف الرئيسي للقيود الأميركية المتزايدة على التصدير، نظراً لأن رقائقها تُعد المعيار الذهبي في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي.
وفي وقت سابق من هذا العام، حظرت إدارة ترمب على “إنفيديا” بيع رقائق “H20” إلى العملاء الصينيين، وهو ثالث حظر من نوعه منذ عام 2022. وكان الرئيس التنفيذي لشركة “إنفيديا”، جينسن هوانغ، قد انتقد علناً هذه القيود واصفاً السياسة الأميركية بأنها “فاشلة”.
وأصبحت ضوابط التصدير التي تفرضها الولايات المتحدة نقطة توتر في المفاوضات التجارية بين واشنطن وبكين، حيث اعتبر المسؤولون الصينيون أن هذه القيود – إلى جانب محاولات واشنطن للضغط على حلفائها لعدم استخدام شريحة “أسيند” الأحدث من شركة “هواوي” – تنتهك روح المناقشات الأخيرة في جنيف، التي هدفت إلى تهدئة التوترات التجارية الأوسع بين أكبر اقتصادين في العالم.