ينتظر القادة الأوروبيون الاجتماع المحتمل بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في تركيا قبل الضغط على الولايات المتحدة لإعلان عقوبات جديدة على موسكو، بحسب أشخاص مطلعين.
اتضح من المحادثات التي جرت أمس بين مسؤولين أميركيين وأوروبيين أن الجانب الأميركي يرغب في إعطاء فرصة لإجراء المحادثات بين روسيا وأوكرانيا، والمقرر بعد غد، وذلك قبل زيادة الضغط على بوتين، بحسب هؤلاء الأشخاص الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم نظراً لأن النقاشات خاصة.
اجتماع بوتين مع زيلينسكي
أضاف الأشخاص أنه إذا رفض بوتين الاجتماع مع زيلينسكي أو لم تُوافق روسيا على وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار بعد غد، فإن القادة الأوروبيين سيدفعون الرئيس دونالد ترمب لتنفيذ تهديده بفرض عقوبات على موسكو. وحتى الآن، لم يُعلن الكرملين ما إذا كان بوتين سيحضر الاجتماع.
لم ترد وزارة الخارجية الأميركية على طلب للتعليق على الموضوع.
كان تقرير سابق لـ”بلومبرغ” أفاد بأن إدارة ترمب أعدت خيارات للرئيس لزيادة الضغط الاقتصادي على روسيا إذا قرر المُضي في ذلك. قال ترمب في منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي بتاريخ 8 مايو إن “الولايات المتحدة الأميركية وشركاؤها سيفرضون مزيداً من العقوبات” إذا لم يتم احترام وقف إطلاق النار.
في الوقت نفسه، يستعد الاتحاد الأوروبي لدعم حزمة جديدة من العقوبات هذا الأسبوع، تستهدف “أسطول الظل” من ناقلات النفط الروسية، إلى جانب أفراد وكيانات يساهمون في تمكين موسكو من الالتفاف على القيود المفروضة على قطاع الطاقة.
ومن المتوقع أن تتم الموافقة على هذه الإجراءات في وقت مبكر من غداً الأربعاء، على أن تُعتمد رسمياً الأسبوع المقبل، بحسب ما ذكره 3 أشخاص مطلعين على الموضوع.
اعتراض المجر
من المُرجح استبعاد المقترحات الخاصة بفرض عقوبات على شركة “ليتاسكو ميدل إيست دي إم سي سي” (Litasco Middle East DMCC) -وحدة تجارية مقرها دبي وتتبع لشركة “لوك أويل” الروسية العملاقة- من الحزمة بعد اعتراضات من جانب المجر، وفق ما ذكره شخصان من بين الأشخاص الثلاثة.
من المتوقع أن تشمل الحزمة أيضاً أفراداً وكيانات ضالعة في عمليات التضليل الإعلامي والقرصنة الروسية، فضلاً عن شركات في الصين وغيرها من الدول وفرت لروسيا قطع غيار تُستخدم في تصنيع الأسلحة والطائرات المسيرة التي تُوجه ضد أوكرانيا، بحسب تقارير سابقة لـ”بلومبرغ”.
ما تزال الخطوات المُقبلة لإدارة ترمب في تعاملها مع روسيا غير واضحة خلال الساعات الـ48 الماضية.
ظن قادة المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا السبت الماضي أنهم حصلوا على دعم ترمب – تماشياً مع منشوره على مواقع التواصل الاجتماعي- لخطة تقضي بوقف إطلاق نار لمدة 30 يوماً بدءاً من أمس، يعقبها تنسيق في العقوبات الأميركية والأوروبية ضد روسيا إذا واصلت موسكو ضرباتها على أوكرانيا.
رغم ذلك، رفض ترمب دعم هذا الجدول الزمني الجديد علناً، وبدلاً من ذلك، حث زيلينسكي على لقاء بوتين الأسبوع الحالي في تركيا، وهو موقف لم يكن متوقعاً من جانب الأوروبيين، إلا أن زيلينسكي قبله مع ذلك.
غموض أميركي
في محادثات أمس بين المسؤولين الأميركيين والأوروبيين، أفاد الأوروبيون بأن الجانب الأميركي لم يكن واضحاً بشأن ما إذا كان لا يزال مستعداً لفرض عقوبات على روسيا في حال استمرار الهجمات هذا الأسبوع، أو ماذا سيفعل إذا رفض بوتين الاجتماع مع زيلينسكي وواصل هجماته ضد أوكرانيا.
ألمح ترمب أمس إلى فكرة السفر إلى تركيا للمشاركة في الاجتماع المحتمل بين زيلينسكي وبوتين. قال من البيت الأبيض: “كنت أفكر في السفر إلى هناك”، مضيفاً: “لا أعلم أين سأكون الخميس المقبل -لدي الكثير من الاجتماعات- لكنني كنت أفكر فعلاً في الطيران إلى هناك”.
صرح السيناتور الأميركي ليندسي غراهام، الحليف المُقرب من ترمب، بوقت سابق من الشهر الجاري بأنه يحظى بدعم من الحزبين لمشروع قانون يفرض عقوبات “تكسير عظام” جديدة على روسيا، تشمل رسوم جمركية 500% على واردات الدول التي تشتري النفط أو المنتجات البترولية أو الغاز الطبيعي أو اليورانيوم من روسيا.