ستبدأ شركة “هواوي تكنولوجيز” اعتباراً من العام المقبل بإزالة نظام “أندرويد” مفتوح المصدر من هواتفها الذكية وأجهزتها اللوحية، وستعتمد بدلاً منه على نظام تشغيل طورته ذاتياً. يبرز هذا التحول طموح الشركة للاستقلال عن التكنولوجيا الأميركية.
الهاتف الفاخر الجديد للشركة، “ميت 70” (Mate 70)، سيُطرح بنظام “هارموني أو إس نكست” (HarmonyOS Next)، وهو نسخة من نظام التشغيل الخاص بها والتي تلغي بقايا نظام أندرويد لصالح التكنولوجيا المحلية بالكامل. تم الإعلان عن هذه الأجهزة الجديدة في حدث مباشر يوم الثلاثاء، وتهدف هذه الخطوة إلى تعزيز جهود “هواوي” لاستعادة مكانتها في سوق الهواتف الفاخرة في الصين من شركة “أبل”، وإنشاء نظام تقني مستقل عن الشركات التقنية الأميركية الكبرى.
سيتوفر هاتف “ميت 70” ونسخات “برو” منه في 4 ديسمبر، وهو الجيل الذي يلي جهاز “هواوي” الأكثر أهمية منذ سنوات “ميت 60”. النسخة السابقة من الجهاز، التي كانت تعمل بمعالج صنع في الصين، أعادت “هواوي” إلى دائرة الضوء في صناعة الهواتف الذكية وأظهرت قدرتها على تجاوز القيود التجارية الأميركية التي تهدف إلى منعها من استخدام أحدث تقنيات تصنيع الرقائق.
تطوير الشرائح
قال ريتشارد يو، رئيس مجموعة أعمال المستهلكين في “هواوي”، إن نظام “هارموني أو إس نكست” سيحتاج إلى شهرين إلى 3 أشهر أخرى لتحسين تجربة المستخدم، لكنه أشار إلى أن الخطة هي استخدامه من الآن فصاعداً في الأجهزة القادمة.
وأوضح المسؤول التنفيذي أن سلسلة “ميت 70″، التي تبدأ أسعارها من 5499 يوان (حوالي 760 دولار) لنسخة 6.7 بوصة، ستقدم أداءً أفضل بنسبة 40% مقارنة بالطراز السابق، ويرجع ذلك جزئياً لاستخدام نظام “هارموني أو إس نكست”. ومع ذلك، لم يفصح يو عن تفاصيل المعالجات التي تعمل بها هذه الهواتف.
قدر المحلل في “كاونتر بوينت” زانغ منغمنغ أن “هواوي” يمكن أن تنتج أكثر من 10 ملايين وحدة من هواتف “ميت 70” على مدار دورة حياتها.
من المتوقع أن تستخدم “هواوي”، ومقرها شينزين، أحدث شرائحها الداخلية من نوع “كيرين” (Kirin) في خط الإنتاج الجديد. ومع ذلك، قد يكون التحسن في الأداء أقل مقارنةً بالمنتجات المتقدمة من الشركات الأخرى مثل “كوالكوم” و”ميديا تك”، وفقاً لما ذكره محللا “بلومبرغ إنتليجنس” تشارلز شوم وشون تشين.
العقوبات الأميركية
“هذا يشير إلى أن جهاز (هواوي) الجديد قد يواجه صعوبة في جذب اهتمام مستخدمي (أندرويد) الآخرين الذين لا يستخدمون أجهزة (هواوي)”، حسبما أوضح المحللان.
يعد طرح الهاتف جزءاً رئيسياً من محاولة “هواوي” للتحرر من العقوبات الأميركية التي استمرت لسنوات. لكن حالياً تعجز الشركة عن التقدم في عملية تصنيع الشرائح بحجم 7 نانومتر لهواتفها الذكية وشرائح الذكاء الاصطناعي حتى 2026 على الأقل. يأتي هذا في وقت تستعد فيه الشركات المنافسة مثل “أبل” للانتقال إلى تكنولوجيا تصنيع بحجم 2 نانومتر لمنتجاتها الرئيسية، وفقاً لتقرير من “بلومبرغ”.
كذلك تستكشف شركات التكنولوجيا الصينية الأخرى طرقاً لتقليل اعتمادها على التكنولوجيا الخارجية. على سبيل المثال، تستعد شركة “شاومي” لتصنيع معالج للهواتف من تصميمها الخاص لاستخدامه في هواتفها الذكية المقبلة، في محاولة لتقليل الاعتماد على شركات مثل “كوالكوم” و”ميديا تك”.
ارتفاع المبيعات
رغم العقوبات الأميركية والتحديات التقنية، تمكنت “هواوي” من زيادة مبيعاتها على مدى الأرباع السبعة الماضية، بفضل توسع قطاع الهواتف الذكية لديها. ووفقاً لشركة الأبحاث “آي دي سي” (IDC)، سجلت شحنات “هواوي” 4 أرباع متتالية من النمو بنسبة تفوق 10% داخل الصين حتى سبتمبر.
كما كشفت “هواوي” يوم الثلاثاء عن عدد من المنتجات الأخرى بما في ذلك جهاز لوحي جديد وساعة ذكية مطلية بالذهب بقيمة 23999 يواناً. وفي وقت سابق من الخريف، قدمت الشركة أول هاتف ثلاثي الطيات في العالم، والذي يعمل أيضاً بشرائح من تصميم الشركة نفسها.