تدخل بورصة السعودية من مستويات قد تشكل فرصة لعودة المستثمرين، وسط تراجع كبير في قيم التعاملات مع استمرار حالة عدم اليقين عالمياً واقتراب عطلة عيد الفطر.
وقال محمد زيدان، المحلل المالي الأول لدى “الشرق” إن “المؤشر تاسي عند مستويات محورية تمثل اختباراً حقيقياً للمؤشر بين 11650-11700 نقطة ومكرر الربحية انخفض من قرابة 20 مرة إلى 17 مرة وهو ما قد يراه البعض فرصة للعودة والانكشاف على المؤشر السعودي”.
كان “تاسي” أنهى جلسة أمس الأحد منخفضاً 0.56% عند 11694 نقطة في حين بلغت قيمة التداولات 2.6 مليار ريال مقارنة مع متوسطها اليومي البالغ 5.3 مليار ريال في الأسبوع الماضي.
“ارتد المؤشر من مستويات 11500 نقطة تقريباً حوالي 4 مرات منذ 26 مايو 2024 وبالتالي الأسواق في الوقت الحالي تترقب الارتداد ومواصلة الصعود نحو مستويات 12 ألف نقطة” على حد قول عاصم منصور، رئيس أبحاث السوق في “أو دبليو ماركتس” (OW Markets).
استيراد المعنويات السلبية
موجة التراجع التي تشهدها السوق السعودية ليست نابعة من عوامل داخلية بل ناتجة عن المعنويات السلبية التي سادت الأسواق العالمية في الآونة الأخيرة في ظل حالة عدم اليقين المتعلقة بتأثير الرسوم الجمركية الأميركية التي تدخل حيز التنفيذ مطلع الشهر المقبل والتوترات الجيوسياسية حول العالم.
وأشار زيدان إلى أن “معامل الارتباط بين تاسي ومؤشر داو جونز ارتفع بشكل ملحوظ منذ بداية مارس وهو ما يعني أن التراجعات الأخيرة لم تكن إلا بسبب استيراد المعنويات السلبية وليس بسبب عوامل داخلية خاصة بالسوق السعودية”.
لكن أحمد الرشيد، المحلل المالي الأول في صحيفة “الاقتصادية”، يرى أن الأداء المتذبذب للمؤشر السعودي قد يكون نتيجة لاحتمال إعادة المؤشرات الروسية إلى مؤشرات الأسواق العالمية (إذا نجحت مفاوضات السلام الجارية) وهو ما سيقلص بدوره حجم السوق السعودية في المؤشرات الدولية”.
تستضيف مدينة جدة السعودية جولتي مباحثات منفصلتين بين الولايات المتحدة وكل من روسيا وأوكرانيا، يُنتظر خلالها مناقشة آليات الهدنة المقترحة بين كييف وموسكو لمدة 30 يوماً.
من جانبه، يرى اسحق علي، رئيس إدارة الأصول والاستشارات في “وينفستن كابيتال” أن السوق السعودية مدعومة “بأساسيات قوية واقتصاد قوي ورفع للتصنيف الائتماني. لكن المستثمرين ينتظرون على الهامش ترقبا للمحفزات لذلك معظم الأسواق معرضة للضغوط في الخليج”.
وتوقع “عودة المستثمرين المحليين والدوليين للمشاركة في السوق بعد عطلة العيد. كما ستستفيد السوق السعودية من حركة التخارج من أميركا بسبب الضبابية المرتفعة هناك”.
هل يعزز سهم “أم القرى” مستويات السيولة؟
من المقرر اليوم إدراج وبدء تداول سهم “أم القرى”، التي تطور أحد أكبر المشاريع في مكة المكرمة، بعدما جمعت نحو ملياري ريال من طرح حصة 9.09% من أسهمها للاكتتاب العام. وتم تحديد سعر السهم في الطرح العام الأولي عند 15 ريالاً لتصل قيمة الشركة عند الإدراج إلى 21.58 مليار ريال.
وتكهن الرشيد بأن يكون هدوء التداولات أمس “ترقباً ربما لهذا الطرح المهم خلال هذه الفترة ونتيجة لأن القطاع الذي تعمل به الشركة قطاع جوهري ومهم في منطقة مهمة”.
كان سهم “دراية المالية” الذي بدأ تداوله في السوق الرئيسية قبل نحو أسبوعين قد عزز قيم التداول بشكل كبير إذ اجتذب في أولى جلسات تداوله نحو 1.2 مليار ريال.
وأضاف الرشيد أن تداولات “أم القرى” ربما تشهد نشاطاً أكبر مقارنة بالإدراجات الأخرى بفضل السماح لشرائح جديدة بالتداول في السهم “بالإضافة إلى حجم الشركة والنمو الموعود في هذا المجال نتيجة لرؤية 2030 من زيادة عدد المعتمرين والحجاج وهذا يعزز من ربحية القطاعات العقارية في مكة”.
كانت المملكة أعلنت في يناير الماضي السماح للأجانب بالاستثمار في الشركات المدرجة في السوق المالية التي تمتلك عقارات دائمة أو مؤقتة داخل حدود مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة.
في السياق نفسه، وافقت هيئة سوق المال على طلب شركتي “الأندية للرياضة” و”دار الماجد العقارية” تسجيل وطرح أسهمهما للاكتتاب العام في السوق الرئيسية للأسهم السعودية.
وبنظر محللين، فإن الأسهم حديثة الإدراج عادة ما تجتذب تداولات كبيرة تعزز من السيولة في السوق، وذلك نظراً لأن عدد الأسهم التي يجري تخصيصها خلال الاكتتاب العام، وخاصة للأفراد، يكون قليلاً لذا يسعى المستثمرون لاقتناص مزيد من الأسهم من خلال السوق.
كان سهم الشركة العربية للاستثمار الزراعي والصناعي “إنتاج” الذي بدأ تداوله في السوق الإثنين الماضي سجل بداية قوية، مرتفعاً 30% في أولى جلسات تداوله، قبل أن يفقد بعض الزخم ويغلق أمس عند 58.3 ريال بزيادة نحو 17% مقارنة مع سعر الإدراج.
