حذرت شركة “نيسان موتور” من أنها ستسجل صافي خسائر قد يصل إلى 750 مليار ين (5.3 مليار دولار) للسنة المالية المنتهية في مارس، ما يمثل أكبر عجز سنوي في تاريخها، وذلك في ظل أعباء إعادة الهيكلة التي تثقل كاهل شركة صناعة السيارات اليابانية المتعثرة.
في ظل امتلاكها تشكيلة طرز متقادمة، لجأت “نيسان” إلى تقديم خصومات على سياراتها لتجنب تراكم المخزون، ما أدى إلى تآكل أرباحها. توقع المحللون في المتوسط خسارة بنحو 112 مليار ين، وهي تقديرات أسوأ من توقعات “نيسان” السابقة التي أشارت إلى عجز بنحو 80 مليار ين.
تأتي هذه النتائج الأضعف من المتوقع لتزيد الضغوط على “نيسان” لإيجاد مخرج جديد، لا سيما بعد فشل مساعي الاندماج مع “هوندا” في وقت سابق من العام الجاري، وهو ما أدى إلى الإطاحة بالرئيس التنفيذي ماكوتو أوتشيدا، الذي سبق أن صرح بأن “البقاء سيكون صعباً” من دون شراكة من نوع ما.
صافي خسارة “نيسان”
على الرغم من أن “نيسان” رفعت قليلاً من توقعاتها للمبيعات في وقت متأخر من مساء الخميس، فإنها حذرت من أن صافي الخسارة قد يتراوح بين 700 و750 مليار ين. قالت الشركة إن “ذلك يعود بشكل رئيسي إلى تغيّرات في البيئة التنافسية وتدهور مبيعاتها”.
ارتفعت أسهم الشركة بنسبة وصلت إلى 3.1% صباح الجمعة، بعدما أشار بعض المحللين إلى وجود تحسن في وضع السيولة النقدية لدى الشركة. ومع ذلك، لا تزال أسهم “نيسان” منخفضة بنسبة 29% منذ يناير الماضي.
قال تاتسو يوشيدا، المحلل في “بلومبرغ إنتليجنس”: “نيسان تعترف أخيراً بما هو حتمي، وهذا أمر إيجابي”، مضيفاً أن “السوق كانت تتوقع بالفعل خسائر أكبر”. لكنه نوّه إلى أن الشركة تجري الآن عملية احتساب لخسائرها تمهيداً لبداية جديدة، “وهذا لا يعني بالضرورة أن المستقبل سيكون مشرقاً”.
من جانبهم، قدّر محللو “سيتي غروب” أن الخسائر المرتبطة بإعادة التقييم تعادل نحو 10% من أصول “نيسان” الملموسة وغير الملموسة.
كتب المحلل أريفومي يوشيدا في مذكرة يقول إن “نيسان كانت تستهدف هيكل تكاليف يحقق أرباحاً حتى عند إنتاج 3.5 مليون وحدة، لكنها تخطط الآن لتحسين نقطة التعادل بشكل أكبر”. أضاف أن صافي السيولة النقدية لدى الشركة بلغ 1.49 تريليون ين بنهاية مارس، مقارنة بـ1.24 تريليون ين بنهاية ديسمبر، و”نرى أن هذا التحسن إيجابي إلى حدٍ ما”.
تعثر مبيعات “نيسان”
تشهد مبيعات “نيسان” تعثراً في السوقين الأميركية والصينية، في وقت تواجه فيه الشركة استحقاقات ديون تصل إلى 5.6 مليار دولار خلال العام المقبل. واتسعت عقود مبادلة الائتمان ضد التخلف عن السداد للشركة بشكل حاد صباح الجمعة. قال المحلل الائتماني في “دايوا سيكيوريتيز” (.Daiwa Securities Group Inc)، هيروكي أوتشيدا، إن “تحقيق تعافٍ كامل خلال السنة المالية 2025 يبدو غير مرجح”، نظراً لصعوبات إعادة الهيكلة وتكاليف استرداد السندات.
تفتقر “نيسان” أيضاً إلى مجموعة قوية من السيارات الهجينة التي يمكن طرحها في الأسواق الرئيسية، كما لا تزال تعاني من اضطرابات إدارية وصراعات داخلية منذ توقيف رئيس مجلس إدارتها السابق كارلوس غصن في عام 2018 وإقالته.
كان ماكوتو أوتشيدا (58 عاماً) قد استقال الشهر الماضي تحملاً لمسؤولية تدهور أوضاع الشركة، ليحل مكانه إيفان إسبينوزا (46 عاماً) الذي شغل سابقاً منصب مدير التخطيط التنفيذي لمدة عام.
يواجه إسبينوزا مهمة لا يُحسد عليها تتمثل في قلب الطاولة لصالح “نيسان”، وتجديد تشكيلتها المتقادمة من السيارات، والبحث عن شركاء أعمال جدد. كما سيتعين عليه التعامل مع التداعيات التي خلفتها الرسوم الشاملة التي فرضها دونالد ترمب بنسبة 25% على السيارات وقطع الغيار المستوردة إلى الولايات المتحدة.
قالت “نيسان” إن دخلها التشغيلي بات متوقعاً عند 85 مليار ين، بانخفاض عن التقديرات السابقة البالغة 120 مليار ين. كما رجّحت أن تبلغ مبيعاتها الصافية نحو 12.6 تريليون ين، ارتفاعاً طفيفاً من التقدير السابق البالغ 12.5 تريليون ين.