9
رسم خبراء ريادة الأعمال ومسؤولي الشركات الناشئة خارطة طريق لمساعدة رواد الأعمال في مواكبة بيئة الاستثمار وتحفيز أعمالهم على مختلف المستويات، مثل ضرورة فهم احتياجات السوق المحلية وتطوير نماذج عمل تتناسب مع هذه الاحتياجات، مؤكدين على أهمية تحفيز المناخ المناسب والأدوات الفاعلة لتحقيق النجاح في السوق السعودية.
جاء ذلك على هامش الجلسة النقاشية المقامة ضمن فعاليات منتدى الحدث الاستثماري “Startup Sync” الذي تنظمه «إضافة ڤينشر كابيتال»، الشركة السعودية المصرية الرائدة في مجال الاستثمار.
ويُعد حدث “Startup Sync” فرصة استثنائية للتواصل مع نخبة من قادة الفكر ورواد الأعمال، ومناقشة أحدث الاتجاهات في مجال الاستثمار ودعم الشركات الناشئة، كما يوفر الحدث منصة لتبادل الأفكار وبناء علاقات استراتيجية تُسهم في تعزيز التعاون بين الأطراف المختلفة.
في البداية تناول خالد ياسر، استشاري ريادة الأعمال وناشط مجتمعي، الفروقات بين مفهوم الفينشر ستوديو والفينشر كابيتال. حيث أشار إلى أن الفينشر ستوديو يركز على تطوير الأفكار والمشاريع الجديدة، بينما يركز الفينشر كابيتال على الاستثمار في الشركات الناشئة القائمة.
أوضح ياسر الفرص المتاحة للرواد في السعودية، حيث يمكنهم استغلال الدعم المتزايد من الحكومة والمبادرات المحلية لفتح أسواق جديدة لأنفسهم، مؤكدًا على أهمية اتخاذ خطوات استراتيجية عند بدء شركة ناشئة، مثل دراسة السوق بعناية وتحديد الشركاء المناسبين.
وفي سياق الحديث عن أفضل البروفايلات المطلوبة في السوق السعودي، أكد على أهمية الشركات التي تتمتع برؤية واضحة وتفهم عميق للسوق، مع التركيز على المجالات التي تشهد استثمارات متزايدة مثل التكنولوجيا والترفيه.
كما دعا إلى أهمية الشراكات كوسيلة لدخول الأسواق الجديدة، مشيرًا إلى أن التعاون بين الشركات يمكن أن يفتح آفاقًا جديدة ويزيد من فرص النجاح.
اختتم ياسر حديثه بالتأكيد على أن الأسواق أصبحت أكثر تقاربًا، مما يسهل عملية الدخول إليها، ولكن هناك تحديات تتطلب دراسة دقيقة وتخطيط استراتيجي لتحقيق النجاح في عالم ريادة الأعمال.
من جانبها أوضحت بسمة وفا، المديرة المالية لشركة “كايرو ليد”، أن هناك مجموعة من التحديات الشائعة التي تواجه الشركات الناشئة، وأبرزها نقص الفهم العميق للسوق واحتياجات العملاء.
وأكدت أن العديد من رواد الأعمال لا يدرسون جيدًا طبيعة الشخصيات البشرية وعمليات اتخاذ القرار الخاصة بهم.
وأشارت إلى أن الاقتصاد التقليدي يركز على فكرة تعظيم المنافع، في حين أن الاقتصاد السلوكي يتناول الفجوة بين الطبيعة البشرية والأهداف التي يسعى الأفراد لتحقيقها.
وأوضحت أن “هندسة الاختيار” تعد أداة فعالة تُستخدم لتقديم خيارات متعددة للمستهلكين والمستثمرين، مما يساعدهم على اتخاذ قرارات مدروسة.
وأضافت أن “الأرصاد السلوكية” تعتبر علمًا يُمكن استخدامه لتوجيه سلوك العملاء نحو الخيارات الأفضل، مما يسهم في تحسين تجربة المستخدم وزيادة فرص النجاح للشركات الناشئة.
كما شددت وفا على أهمية إجراء دراسة شاملة للسوق والمنتج، حيث أن ذلك يعد خطوة أساسية لضمان نجاح أي مشروع ناشئ في بيئة الأعمال التنافسية الحالية.
كشف أحمد زلط، المدير التنفيذي لشركة UVA Venture Studio، عن ضرورة إجراء دراسة دقيقة للسوق قبل بدء أي مشروع، لافتاً إلى الدعم الكبير الذي تقدمه العديد من الجامعات للمشروعات الناشئة، مما يسهم في تعزيز البيئة الريادية في السعودية.
وأوضح زلط أن السوق السعودي يشهد استثمارات كبيرة في الشركات الناشئة، حيث تصل نسبة الاستثمار إلى 159% لافتا إلى وجود فرق واضح بين الفينشر ستوديو والفينشر كابيتال، حيث لم يتم تطبيق كلا المفهومين بشكل كامل بعد.
وتناول زلط طموحات رواد الأعمال الحاليين، مشيرًا إلى أن الطموح العالي قد لا يتوافق دائمًا مع الإمكانيات المتاحة مؤكداً على أن اختيار الشركاء المناسبين يعد من أولى خطوات بناء الشركات الناشئة، حيث يسهم ذلك في توفير فرص متعددة في مجالات مختلفة.
كما تحدث زلط عن أهمية وجود “بروفايل مثالي” للشركات الناشئة، حيث يجب أن تحقق رؤية واضحة بعد دراسة السوق بشكل جيد واختيار الشريك المناسب. وفيما يتعلق بالمجالات المستهدفة مشيراً إلى تركيزهم على قطاع الألعاب، حيث تمتلك شركتهم ست شركات ناشئة تعمل في هذا المجال.
كما أضاف زلط أن الشركة تعمل على بناء كوادر محلية، مما يعد أمرًا حيويًا تحرص عليه الحكومات لتعزيز الابتكار. منوهاً لمشروعهم المبتكر، وهو تطبيق تحضير يعمل في 92 مدرسة على مستوى السعودية، حيث يتيح للآباء معرفة وصول أبنائهم عن طريق سوار ذكي يُستخدم في يد الطالب.
أكد د. يوسف صقر، المدير العام لشركة إضافة، على ضرورة إجراء تحليل دقيق للسوق قبل إطلاق أي مشروع جديد. حيث أوضح أن العديد من الشركات الناشئة تمتلك أفكارًا جيدة، لكن هذه الأفكار قد لا تتناسب مع احتياجات السوق الفعلية.
وأشار صقر إلى أن هناك نقصًا في بعض الإمكانيات التي تحتاجها الشركات الناشئة، لكنه أعرب عن تفاؤله بأن الدعم المتزايد سيساهم في تلبية هذه الاحتياجات.
كما سلط الضوء على المجالات المهمة التي يجب التركيز عليها، مثل الصحة والتعليم والتكنولوجيا، والتي تُعتبر من القطاعات الرئيسية التي تحتاج إلى اهتمام خاص في ظل التوجهات الحالية.
اختتم د. صقر حديثه بالتأكيد على أن فهم احتياجات السوق وتحليلها بشكل جيد يعدان من الأسس الجوهرية التي تساهم في نجاح أي مشروع ناشئ، مما يعزز فرص الابتكار والنمو في البيئة الريادية.
أكد “محمد الفران” استشاري المشاريع الناشئة في شركة إضافة، على ضرورة أن تركز الشركات الناشئة على فهم احتياجات السوق، سواء في مصر أو السعودية، مشيرًا إلى أن هذا يعد من الأخطاء الشائعة التي تقع فيها العديد من الشركات.
وأوضح أن اختلاف احتياجات التكنولوجيا بين البلدين يمكن أن يكون له تأثير كبير، حيث أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مصر قد لا تكون مماثلة لتلك الموجودة في السعودية.
وأشار “الفران” إلى أن التحدي الأكبر الذي تواجهه الشركات الناشئة في النظام الاقتصادي هو التكنولوجيا، حيث أن النجاح يتطلب تكاملًا فعالًا بين مختلف العناصر.
لفت إلى أن العديد من الشركات الناشئة تعتمد بشكل كبير على الذكاء الاصطناعي في تطوير منتجاتها. واستعرض تجربة “VR Lab” التي تم تأسيسها في مصر، والتي انتقلت لاحقًا إلى السعودية وحققت نجاحًا في عدد من المدارس، مؤكداً على أهمية فهم متطلبات السوق والتكنولوجيا لتحقيق النجاح في عالم ريادة الأعمال.