أوقفت مصر أمس السبت ضخ المازوت والسولار للمصانع التي تستخدمه كوقود في صناعات كالأغذية والأسمنت لمدة 14 يوماً، بهدف توفير نحو 8 آلاف طن مازوت يومياً لسد احتياجات محطات الكهرباء، لحين توفير الشحنات المستوردة، بحسب مسؤول حكومي لـ”الشرق”.
تستخدم مصر المازوت والسولار كوقود اضافي لمحطات الكهرباء بجانب الغاز الطبيعي المحلي والمستورد، خاصة في أوقات نقص الإمدادات من الغاز.
وأعلنت وزارة الطاقة الإسرائيلية، يوم الجمعة، إغلاق حقل “ليفياثان” للغاز بشكل مؤقت، مرجِّحة إعلان حالة الطوارئ في قطاع الغاز الطبيعي.
طالع أيضاً: كيف ستتأثر مصر بعد إغلاق حقل “ليفياثان” الإسرائيلي مؤقتاً؟
تأثير التوترات الإقليمية على تدفقات الغاز
عُقد يوم الخميس الماضي اجتماع بين رئيس الحكومة وعدد من الوزراء المعنيين، لبحث تأثير التوترات الإقليمية على تدفقات الغاز إلى البلاد، وتوصل الاجتماع الحكومي لصعوبة توفير شحنات فورية من الغاز، وأن الأمر يحتاج لعدد من الأيام لتوفير المبالغ المالية اللازمة والاتفاق مع موردين، بحسب المسؤول الحكومي.
وخلال الاجتماع طلبت وزارة الكهرباء توفير 146 مليون متر غاز ومكافئ يومياً حتى لا يتم قطع التيار الكهربائي، وردّت وزارة البترول بعدم القدرة عن تدبير أكثر من 135 مليون متر وفقاً للمعطيات الراهنة.
وتعمل الحكومة المصرية على إدخال سفينتي التغويز الثانية والثالثة للخدمة بحلول الأسبوع الأول من يوليو المقبل، وهو ما سيؤمّن احتياجات مصر من الغاز ويجعلها غير معرضة لمشكلات إذا انقطعت الإمدادات من شبكات الدول المحيطة، بحسب تصريحات رئيس الوزراء اليوم السبت.
يساهم وقف ضخ المازوت والسولار للمصانع في زيادة الكميات الموردة لمحطات الكهرباء لتصل إلى 38 ألف طن مازوت مقابل 30 ألف طن مازوت خلال الأسبوع الماضي قبل وقف ضخ الغاز الإسرائيلي، بحسب المسؤول الحكومي الذي أشار إلى أن محطات الكهرباء تحتاج حالياً أكثر من 40 ألف طن مازوت يومياً.
3 سيناريوهات للخروج من الأزمة
المسؤول الذي اشترط عدم نشر اسمه، قال إن وزارة البترول المصرية لديها 3 سيناريوهات للخروج من الأزمة التي تواجهها مصر بعد وقف وارداتها من الغاز الإسرائيلي: الأول توفير شحنات مازوت وسولار عبر الاستيراد، والثاني وقف ضخ المازوت والسولار للقطاع الصناعي وتوجيه الكميات للكهرباء حتى لا يتم قطع التيار وهو السيناريو الذي بدأ تنفيذه أمس، والثالث قطع الكهرباء لعدد من الساعات يومياً وهو ما تم استبعاده بعد تصريحات رئيس الحكومة، بأنه يتم العمل على توفير الغاز لتجنب قطع الكهرباء في الصيف.
وتستورد مصر بشكل أساسي الغاز الطبيعي من تل أبيب منذ عام 2020، إذ تُقدَّر الكمية بنحو 800 مليون قدم مكعب يومياً، وانخفضت منذ أمس بعد غلق الحقل الإسرائيلي.
يصل عجز الغاز (الفارق بين الإنتاج والاستهلاك) في مصر إلى 3.5 مليار متر مكعب يومياً، وتساهم إسرائيل بمليار متر مكعب، لذا لا تمتلك مصر رفاهية تقليل الاعتماد عليها.
اقرأ المزيد: مصر تبرم صفقات لاستيراد الغاز المسال مع أرامكو و”شل” و”ترافيغورا”
وقف ضخ الغاز لمصانع الحديد
وزارة البترول قامت بوقف ضخ 900 مليون قدم مكعب غاز للمصانع كثيفة الاستهلاك، بالإضافة لتخفيض كميات الغاز التي تُضخ لمصانع الحديد، وفقاً للمسؤول.
يُقدَّر إنتاج مصر من الغاز الطبيعي حالياً بنحو 4.2 مليار قدم مكعب يومياً، بينما يبلغ الطلب المحلي نحو 6.2 مليار قدم مكعب يومياً، ويرتفع عادة إلى 7 مليارات قدم مكعب يومياً خلال أشهر الصيف، مع تزايد الطلب على الكهرباء، خاصة من أجل التبريد.