استثمر رجل الأعمال المثير للجدل في مجال العملات المشفرة، جاستن صن، المولود في الصين، مبلغ 30 مليون دولار في مشروع “وورلد ليبرتي فاينانشال” (World Liberty Financial) التابع للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، ما يجعله أكبر مستثمر في مشروع التمويل اللامركزي.
كتب صن، مؤسس شركة “ترون” (Tron) للعملات المشفرة، في منشور على منصة “إكس” أمس: “تصبح الولايات المتحدة الأميركية مركزاً لتكنولوجيا البلوكتشين، وبتكوين مدينة بذلك لدونالد ترمب. وترون ملتزمة بجعل أميركا دولة عظمة مرة أخرى وقيادة الابتكار”.
أكد صن أن الاستثمار “ليس له أي غرض سياسي”، بل يقوم على إمكانيات المشروع لتقديم “حلول مبتكرة للإقراض والحوكمة اللامركزية”، وفق تصريحاته لبلومبرغ.
نجاح مبكر لمشروع ترمب
أوضح متحدث باسم “وورلد ليبرتي” في بيان: “نحن متحمسون للزخم الذي يشهده مشروع وورلد ليبرتي فاينانشال، وهذه الصفقة الكبيرة لشراء رموز الصادرة عن المشروع تؤكد النجاح المبكر لهذا المشروع”. وأضاف: “شهدنا عدة عمليات شراء مهمة خلال الأسابيع الماضية، ونحن واثقون من نجاحنا المستقبلي مع بناء منصة تدعم نظاماً مالياً أكثر حرية وعدالة. ونتوقع المزيد من التطورات المشابهة خلال الأسابيع والأشهر المقبلة”.
خلال مارس 2023، رفعت لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية دعوى قضائية ضد صن، تتهمه بانتهاك قواعد الأوراق المالية. تزعم الدعوى، المرفوعة أمام محكمة فيدرالية في نيويورك، أن صن تعاون مع شركات يملكها ويديرها لتقديم وبيع أوراق مالية غير مسجلة. كما تتهم الدعوى رجل الأعمال في مجال العملات المشفرة بانتهاك قواعد مكافحة الاحتيال والتلاعب بالسوق. ورد صن سابقاً بأن الدعوى “لا أساس لها”.
بوقت سابق من العام الحالي، أوقفت شركة “سيركل” (Circle)، المُصدرة للعملة المستقرة “يو إس دي سي“، دعمها لشبكة “ترون”، وعزت القرار لإطار إدارة المخاطر الذي “يقيم مدى ملاءمة جميع شبكات البلوكتشين” للعملة المستقرة.
يجرى الترويج من قبل ترمب وأبنائه لشركة “وورلد ليبرتي فاينانشال” المدعومة من ترمب، والتي أُطلقت بعد يوم واحد من نجاته من محاولة اغتيال ثانية، ضمن حركة التمويل اللامركزي، التي تهدف إلى إتاحة الوصول إلى الخدمات المالية من خلال إزالة الوسطاء.
عند إطلاقها الأولي، خطط المشروع، الذي يقع مقره في ويلمنغتون بولاية ديلاوير لجمع 300 مليون دولار مع تقييم الشركة بـ1.5 مليار دولار. رغم ذلك، كشف المشروع مؤخراً أن عرض الرموز بقيمة 300 مليون دولار يجري التسويق له بصفة أساسية خارج الولايات المتحدة الأميركية.
30 مليون دولار من الرموز المشفرة للبيع
أرسلت “وورلد ليبرتي” إخطاراً للجهات التنظيمية الأميركية بشأن العرض، أوضحت فيه أنها “تخطط حالياً فقط” لبيع رموز بقيمة 30 مليون دولار داخل الولايات المتحدة الأميركية. بعد الوصول إلى هذا الحد، ستنهي الشركة العرض في السوق الأميركية، رغم أنها لما زالت تملك رموزاً قابلة للبيع بقيمة 288.5 مليون دولار تقريباً، وفق الوثيقة.
أصبح ترمب مؤخراً داعماً صريحاً للأصول المشفرة مثل بتكوين. أفاد تقرير ل”بلومبرغ” الأسبوع الماضي أن شركة “ترمب ميديا أند تكنولوجي غروب” تُجري محادثات لشراء منصة تداول الأصول المشفرة “باكت هولدينغز” (Bakkt Holdings) وفقاً لأشخاص مطلعين على المناقشات، الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم نظراً لأن المعلومات خاصة. يملك ترمب أكثر من 50% من الشركة التي تُشغل موقع التواصل الاجتماعي “تروث سوشيال” (Truth Social).
يُصنف ترمب في “وورلد ليبرتي فاينانشال” باعتباره كبير مناصري العملات المشفرة، في حين يُسمى أبنائه إريك ودونالد جونيور وبارون ترمب بأنهم سفراء للمشروع في مجال الجيل الثالث من الإنترنت أو (Web3). يضم المشروع أيضاً ريتش تيو، المؤسس المشارك لشركة “باكسوس” (Paxos)، الذي يقود عمليات العملات المستقرة والمدفوعات، إضافة إلى لوك بيرسون، كبير باحثي العملات المشفرة لدى “بولي تشين” (Polychain).