سجلت الأسهم الصينية مكاسب متواضعة وارتفع اليوان، وسط مؤشرات على تراجع حدة التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
وصعد مؤشر “هانغ سنغ” للشركات الصينية بنسبة وصلت إلى 1.5%، بينما ارتفع مؤشر “سي إس آي 300″ (CSI 300) بنسبة 0.6% خلال التداولات المبكرة يوم الإثنين. ويقترب المؤشران من تعويض خسائرهما بالكامل منذ إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب يوم 2 أبريل عن فرض رسوم جمركية، في ما سُمِّي بـ”يوم التحرير”.
وجاء هذا الافتتاح الإيجابي بعد أن أعلنت كل من الصين والولايات المتحدة عن “تقدم كبير” في المحادثات التي جرت خلال عطلة نهاية الأسبوع، في أوضح إشارة حتى الآن إلى إمكانية تجنب مزيد من التصعيد في الحرب التجارية بين البلدين. لكن مستثمرين واستراتيجيين قالوا إنهم بحاجة إلى مزيد من التفاصيل حول طبيعة التقدم المُحرز، قبل أن يتحولوا إلى التفاؤل الكامل.
المستثمرون يبحثون عن تفاصيل
قال نيك تويديل، كبير المحللين في “إيه تي غلوبال ماركتس”: “نحتاج فعلاً إلى رؤية التفاصيل، وهي التي ستسمح للمستثمرين بتقييم حجم التأثير المحتمل على السوق مستقبلاً”، مضيفاً أن “الأنباء التي وردت خلال عطلة نهاية الأسبوع إيجابية جداً للأسواق الصينية بشكل عام”.
وكان وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت قد صرّح أن الولايات المتحدة ستكشف مزيداً من التفاصيل يوم الإثنين. أما نائب رئيس الوزراء الصيني خه ليفينغ فقال إن البلدين اتفقا على إنشاء آلية لمواصلة المحادثات، وأعلنا عزمهما إصدار بيان مشترك.
في الأثناء، ارتفع اليوان قليلاً مقابل الدولار في السوق الداخلية، بينما تراجعت السندات السيادية الصينية القياسية.
“إعادة ضبط شاملة”
التحركات المحدودة نسبياً في الأسهم الصينية قد تعود إلى أن الأسواق كانت قد سعّرت بالفعل احتمال تحقيق بعض التقدم خلال المحادثات التجارية.
ورغم أن أياً من الطرفين لم يعلن عن إجراءات محددة خلال عطلة نهاية الأسبوع، إلا أن الرسالة كانت واضحة بأن هناك تقدماً حقيقياً على مسار التهدئة في النزاع التجاري الذي أربك الأسواق العالمية ودفع المستثمرين نحو أصول الملاذ الآمن.
ووصف ترمب المحادثات في منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي بأنها “إعادة ضبط شاملة تم التفاوض عليها بطريقة ودية ولكن بناءة”.
وقال جيرالد غان، مدير المحافظ في “ريد كابيتال بارتنرز”: “يبدو أن الطرفين أصبحا أكثر وعياً بأن التعاون في نهاية المطاف يخدم مصلحة كل دولة”.
تحركات إيجابية في الأسواق الآسيوية
كانت موجة الارتفاع في السوق الصينية جزءاً من تحركات إيجابية أوسع في الأسواق الآسيوية، مع تنفس المتداولين الصعداء بعد شهور من الاضطرابات المرتبطة بالرسوم.
كما قفزت العقود الآجلة للأسهم الأميركية خلال ساعات التداول الآسيوية، حيث ارتفعت عقود مؤشر “إس آند بي 500” بنحو 1.4%.
تعرضت الأسهم الصينية لضربة قاسية عقب إعلان ترمب عن “يوم التحرير” والرسوم الجمركية، ما أشعل سلسلة من الإجراءات والردود المضادة بين البلدين. وانخفض مؤشر هونغ كونغ للأوراق المالية “إتش إس سي إيه آي” (HSCEI) بنسبة 14% في 7 أبريل، في أسوأ يوم لسوق هونغ كونغ منذ عام 1997.