الاستثمار فى البورصة وصناديق الاستثمار

ما الذي يجري داخل أول مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي في مشروع “ستارغيت”؟

مايو 28, 2025 | by elaal4000@gmail.com

ما الذي يجري داخل أول مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي في مشروع “ستارغيت”؟

شقّت شاحنات مثقلة بالأسمنت والأسلاك الكهربائية طريقها بين رافعات وحفّارات على تربة طينية حمراء تعمّ أرضاً شاسعةً يرتفع فيها مبنيان متماثلان، فيما طفق آلاف من العمال بسترات ألوانها صارخة يعملون على مدار الساعة لتشييد ستة مبانٍ أخرى مشابهة، ستشكّل معاً الموقع الأول لمشروع “ستارغيت”.

هذا مشروع تشترك فيه “أوبن إيه آي و”أوراكل” و”سوفت بنك” ويحظى بترويج من الرئيس دونالد ترمب ويهدف لإنشاء مراكز بيانات وبنى تحتية للذكاء الاصطناعي على امتداد الولايات المتحدة. وتعهّدت الشركات الثلاث بضخّ زهاء 500 مليار دولار في المشروع، وهو رقم فلكي لدرجة يصعب تصديق أنه سيتحقق على أرض الواقع.

لكن فيما يخص الموقع في مدينة أبيلين بولاية تكساس، على بعد 260 كيلومتراً غرب دالاس، فإن التمويل محقق، على حدّ قول تشيس لوكميلر، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “كروسو” الناشئة المتخصصة في تطوير مراكز بيانات للذكاء الاصطناعي.

تكلفة ضخمة

بيّن لوكميلر أن شركته تقدّر أن تصل تكلفة بناء المركز في أبيلين إلى نحو 12 مليار دولار، قبل احتساب مليارات الدولارات وهي قيمة شرائح “إنفيديا” التي ستُركّب عند اكتمال المنشأة. قال: “لم يسبق لي أن نفذت مشروعاً بهذا الحجم… تعلّمت الكثير أثناء سير العمل”.

ينطبق هذا القول أيضاً على الشركات الثلاث التي تقف خلف “ستارغيت”. إذ تحظى “أوبن إيه آي” بخبرة كبيرة في الذكاء الاصطناعي، لكنها تعتمد على “مايكروسوفت” بشأن مراكز البيانات. كما أن “أوراكل” متخصصة في قواعد البيانات، لكنها لا تستحوذ إلا على 3% من سوق الحوسبة السحابية. أما مجموعة “سوفت بنك”، ورغم أنه سبق لها أن جمعت تمويلاً قدره 100 مليار دولار فى إحدى جولاتها، لكن التجربة لم تكن موفقة تماماً، بالتالي شركة الاستثمار اليابانية بحاجة لإثبات جدارتها.

في المقابل، الشركات الوحيدة التي شيّدت بنى تحتية سحابية بهذا الحجم، أي “أمازون” و”جوجل” و”مايكروسوفت”، لم تستثمر في المشروع، وهي على أي حال لم يسبق أن أنجزت أياً من مشاريعها بالوتيرة التي يستهدفها تحالف “ستارغيت”. إذ تدعو الخطط الأولية إلى بناء ما لا يقل عن عشرة مواقع في الولايات المتحدة سريعاً.

أقرّ الرئيسان التنفيذيان لـ”أوبن إيه آي” و”سوفت بنك” في مقابلات مع “بلومبرغ بزينس ويك” بأنهما أطلقا وعوداً طموحة وأنهما ما يزالان يستكشفان طريقة العمل فيما يتقدم المشروع. كما أنهما لا يعيران كثير اهتمام للمنتقدين -وفي مقدمتهم إيلون ماسك- الذين يشككون بقدرتهم على إكمال المشروع بسبب عدم حيازتهم للمال.

 قال ماسايوشي سون، الرئيس التنفيذي لـ”سوفت بنك”: “لسنا بحاجة إلى 500 مليار دولار دفعة واحدة… سنتقدّم خطوة بخطوة”.

السرعة بالغة الأهمية

كان سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لـ”أوبن إيه آي”، يعرف أن المشروع سيحتاج إلى فرق من عمال البناء وأعداد هائلة من الحواسيب. لكن مراكز البيانات تحتاج أيضاً لإمدادات ضخمة من الكهرباء والمياه لتشغيل الأجهزة في حرارة آمنة، ما يستلزم في العادة تحسينات في البنى تحتية قد تستغرق سنوات.

في أبيلين، حيث يُفترض أن يحتاج مركز البيانات 1.2 غيغاواط من الكهرباء، بنى الفريق محطة طاقة خاصة عاملة بالغاز لتسريع بدء العمل في الموقع. قال ألتمان: “ما أدهشني فعلاً حين بدأنا التعمّق في هذا المشروع هو عدد العناصر التي تدخل في تشغيل البنية الأساسية”.

هذه البنية الأساسية ما تزال قيد الإنشاء. فقد كانت بعض الغرف مغلقة بالكامل في موقع أبيلين خلال مارس بسبب أعمال الكهرباء وخطر التعرض للصعق. في المستقبل، ستضخّ الأنابيب سائل تبريد حول الخوادم المزوّدة بوحدات معالجة الرسومات من “إنفيديا” التي تُعد بمثابة “عقل” أنظمة الذكاء الاصطناعي. لكن اليوم، ما تزال تلك الأنابيب تتدلّى من السقف فوق ممرات لم تكتمل إنارتها.

قال لوكميلر الذي كان يجلس في المقعد الأمامي لعربة صغيرة يتنقّل فيها داخل موقع البناء: “نحاول تنفيذ المشروع وفق أسرع جدول زمني شهدته منشأة بيانات تزيد طاقتها على 100 ميغاواط… في هذه المرحلة، السرعة بالغة الأهمية”.

.: ترمب يعلن عن “Stargate” أكبر مشروع لبنية الذكاء الاصطناعي التحتية

لقد أُعلن مشروع “ستارغيت” من البيت الأبيض في اليوم الثاني من الولاية الثانية لترمب، حين وقف إلى جانبه في قاعة روزفلت كلٌّ من سام ألتمان وماسايوشي سون ورئيس مجلس إدارة “أوراكل” لاري إليسون، وأكثروا من الثناء عليه للمساعدة التي قالوا إنه قدمها من أجل تنفيذ المشروع. قال شخص مطلع على ترتيبات اللقاء، طلب عدم كشف هويته نظراً لخصوصية التفاصيل، أن هذا المشهد نُسّق خلال أيام قليلة فقط.

انطلاقة المشروع

 إلا أن بيتر هوشيلي، نائب رئيس استراتيجية البنية التحتية والعمليات في “أوبن إيه آي”، بيّن أن مشروع “ستارغيت” يعود أساساً إلى ورقة بحثية نُشرت في مطلع العقد الحالي، أعدّها فريق من “أوبن إيه آي”، ضمّ من بين أعضائه داريو أمودي الذي أسّس لاحقاً شركة “أنثروبيك” (Anthropic) التي أصبحت إحدى أبرز منافسي “أوبن إيه أي”. وقد تناولت الورقة ما يُسمى “قوانين التوسّع”، التي تفترض أن الذكاء الاصطناعي الأقوى يتطلب مزيداً وأزيد من البيانات والموارد الحاسوبية.

أبرمت “أوبن إيه آي” فيما مضى عقداً مع مموّلتها الرئيسية “مايكروسوفت” لتكون مزوّدها الحصري بخدمات الحوسبة السحابية، إلا أن سام ألتمان ارتأى أنه سيحتاج إلى تنويع خياراته في نهاية المطاف. وبيّن شخص مطلع طلب عدم كشف هويته، أن “أوراكل” كانت تبحث عن شركاء ليبنوا معها مجمّع أبيلين، وخاطبت ماسك قبل أن يدخل ألتمان على الخط. واختار ماسك في نهاية المطاف مدينة ممفيس لإنشاء مركز بيانات لدعم شركته الناشئة (xAI).

اختار ألتمان اسم “ستارغيت” لأن تصاميم أحد أوائل مراكز البيانات لدى “أوبن إيه آي” كان يشبه البوابة الدائرية التي تفتح ثقباً دودياً في فيلم خيال علمي شهير صدر في التسعينيات وحمل هذا الاسم. بعد نحو ستة أشهر من تسويق ألتمان للفكرة لدى مستثمرين محتملين، بدأت ملامح المشروع تتشكل في منتصف 2024. قال ألتمان إنه وجد نفسه يعقد “الكثير من الاجتماعات عبر تطبيق زوم” مع لاري إليسون وماسايوشي سون.

أضاف: “أصعب ما في الأمر كان تحديد شكل المشروع: هل ينبغي أن يكون جزءاً من (أوبن إيه آي)؟ أم كياناً مستقلاً؟ أم نحاول تكليف شركة واحدة بتنفيذه بالكامل لنا؟ استغرق هذا الأمر كثيراً من البحث والتفكير”.

حتى اليوم لم يتوصلوا إلى الصورة الكاملة. إذ تمتلك “أوبن إيه آي” و”أوراكل” و”سوفت بنك” حصصاً في شركة مستقلة تحمل اسم “ستارغيت”، لكنها لم تعيّن حتى الآن مجلس إدارة أو رئيساً تنفيذياً. تتولّى “أوبن إيه آي” تشغيل المشروع وستكون عميله الرئيسي، فيما تتكفّل “سوفت بنك” بالجانب المالي، بما يشمل تأمين التمويل الإضافي. وفيما خصّ موقع أبيلين، ستستأجر “أوراكل” مركز البيانات وتجهزه بالخوادم. (رفضت شركة “كروسو” التعليق على هوية عملائها، في حين تقول “أوبن إيه آي” إنها قد تتعاون مع مزوّدين آخرين للخدمات السحابية في مواقع مستقبلية).

الاستثمارات الأولية

قال شخص مطّلع على تفاصيل الاتفاق، أنه تقرر أن تستثمر كل من “أوبن إيه آي” و”سوفت بنك” 19 مليار دولار كبداية، بينما تساهم كل من “أوراكل” وشركة الاستثمار “إم جي إكس”  (MGX ) في أبوظبي بـ7 مليارات دولار لكل منهما. وقد امتنعت كل الشركات المعنية عن التعليق على تفاصيل التمويل.

قال سون إن كل مشروع سيُموّل على حدة من خلال مزيج من  الاقتراض ورأس المال. وتتولى شركة “برايمري ديجيتال إنفراستركتشر” (Primary Digital Infrastructure) تنسيق عملية التمويل لموقع أبيلين، عبر قروض من “جيه بي مورغان تشيس” ومؤسسات مالية أخرى، فيما تتولى شركة الطاقة “لانسيوم” (Lancium) تطوير البنية التحتية الكهربائية في الموقع.

وتحدثت “سوفت بنك” مع عشرات المموّلين ومديري الأصول البديلة بشأن المواقع المستقبلية، لكنها لم تبرم أي اتفاق إلى الآن. حتى أن وتيرة بعض هذه المحادثات تراجعت في ظلّ تقلبات الأسواق العالمية، بحسب ما أفادت به بلومبرغ في 12 مايو. نفت “سوفت بنك” لاحقاً أن يكون التقدّم في المشروع قد تعرقل. وقال سون: “نفذت (سوفت بنك) هذا النوع من التمويل المنظَّم مراراً في السابق، لذلك نحن واثقون بأنفسنا”.

.: سوفت بنك و”OpenAI” تستثمران 38 مليار دولار مناصفة في “ستارغيت”

ليس الجميع متفائلاً بقدرة “سوفت بنك” على تنفيذ المشروع. فآخر مبادرة بهذا الحجم أطلقها سون كانت “صندوق رؤية”، الذي اعتمد بشكل أساسي على مساهمة بقيمة 45 مليار دولار من قبل أكبر صندوق سيادي سعودي. ورغم أن “صندوق رؤية” الأول حقق أرباحاً تجاوزت 25 مليار دولار، إلا أن صناديقها تكبّدت خسائر أيضاً، كانت أبرزها في شركة “وي وورك” (WeWork) الناشئة في قطاع العقارات المكتبية.

قال سون: “أحياناً أندفع بحماس مفرط وأرتكب أخطاء، كما حدث مع (وي وورك). لكن حين يكون لديك قناعة وشغف، فإنك تتعلّم من تلك الأخطاء والندوب التي تخلّفها، ما يجعلك أقوى. ارتكبت كثيراً من الأخطاء الأخرى، وأعتقد أنني أصبحت اليوم أقوى قليلاً مما كنت عليه في السابق”.

تضيف الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس ترمب مزيداً من التعقيد إلى المشهد. فحسابات الكلفة تتقلّب مع تقلّب آراء الرئيس، في وقت يُتوقّع أن تواصل أسعار الألمنيوم والصلب وغيرها من مواد البناء ارتفاعها، ناهيك عن وحدات معالجة الرسومات من “إنفيديا” التي تُنتج معظمها “شركة تايوان سيميكوندكتر”.
مع ذلك، لا يتوقّع سون أن يكون للسياسات التجارية أثر كبير، فيما أشار سام ألتمان، في مقابلة منفصلة، إلى أن الرئيس يساعد بطرق أخرى. وقال: “تركيز ترمب على التراخيص وتلبية احتياجات الطاقة لهذا المشروع والقدرة على إنجاز ذلك، أمر عظيم”.

فقاعة مراكز بيانات؟

يبقى السؤال الأهم، هل ستحتاج “أوبن إيه آي” فعلاً إلى هذا الكمّ الهائل من الموارد الحاسوبية في المستقبل؟ فقد أثار ظهور نماذج ذكاء اصطناعي أكثر كفاءة من حيث الكلفة، طوّرتها شركات مثل “ديب سيك” وغيرها، والتي تعتمد على قدرات الاستنتاج المنطقي، شكوكاً حول “قوانين التوسّع” التي ألهمت مشروع “ستارغيت”.

كما حذّر رئيس مجلس إدارة شركة “علي بابا”، جو تساي، من احتمال أن يكون العالم في خضم بناء فقاعة مراكز بيانات، في حين بدأت “أمازون” و”مايكروسوفت” تتراجع عن بعض خططهما التوسعية في هذا المجال.

لكن أياَ من ذلك لم يردع ألتمان، وما يزال يعتقد أن القدرة الحاسوبية مورد بالغ الأهمية. وقال: “نحتاج إلى مزيد من القدرة الحاسوبية، ومزيد من رأس المال… نريد الحصول على كثير من المعدّات لبناء الذكاء الاصطناعي وتشغيله”.

انعكاس إيجابي على المدينة المضيفة

تغلب على أفق مدينة أبيلين مبانٍ تعود إلى عشرينيات القرن الماضي، شُيّدت خلال طفرة النفط في تكساس. وتقع قرب المدينة قاعدة جوية ومصنع محلي لإنتاج الجبن افتُتح في 2022، ويعدّان من أكبر أصحاب العمل في المنطقة. في المقابل، تسير وتيرة العمل في موقع “ستارغيت”، الممتد على مساحة 3.6 كيلومتر مربع، أي ما يفوق مساحة “سنترال بارك” في نيويورك، بسرعة تحاكي وتيرة البناء في المدن التي تشهد طفرات اقتصادية.

بدأ الفريق الذي يقف خلف مشروع أبيلين أعمال الحفر الأولى في يونيو 2024 وكان قد اتخذ اسماً رمزياً يوحي باللامعقولية. قال لوكميلر أن “كروسو” قررت جلب عمّال من مختلف أنحاء الولايات المتحدة إلى الموقع، نظراً إلى أن المدينة، التي يبلغ عدد سكانها نحو 129 ألف نسمة، لا تضم قوة عاملة كافية للمشروع. ويُتوقع أن يستغرق تنفيذه بالكامل أكثر من عامين بقليل، على أن تبدأ بعض أقسام المركز العمل قبل ذلك.

كثيراً ما تدفع مدن مثل أبيلين ثمن تسارع وتيرة التحوّل التقني، بما أن معظم الوظائف الجديدة تكون محصورة في المدن الكبرى، فيما لا توفّر مراكز البيانات تقليدياً فرص عمل كبيرة. ومع ذلك، تعهّدت “كروسو” للمسؤولين بأن يوفّر مشروع أبيلين 357 وظيفة بدوام كامل بعد انتهاء أعمال البناء، أي أكثر بقليل من عدد الوظائف التي يوفرها متجر كبير من سلسلة “والمارت”.

تأمل الحكومة المحلية في أبيلين أن يشكّل المشروع بداية لأمر أكبر. فقد وافقت المدينة والمقاطعة على تقديم إعفاءات ضريبية سخية لإنجاز الصفقة، وتلقّى المسؤولون المحليون بعد الإعلان عن “ستارغيت” سيل استفسارات من مطوّري مشاريع سكنية، ومزوّدي خدمات البنية التحتية للطاقة، ومستثمرين محتملين، إلى جانب بلديات أخرى تسعى لجذب فرص عمل إليها.

قال عمدة  المدينة ويلدون هيرت: “سيكون لهذا المشروع أثر مباشر على بقية مفاصل الاقتصاد، مثل مطاعمنا، وشركات بناء المساكن، مع وفود كثير من الناس ليشغلوا هذه الوظائف”.

أصوات مشككة

تمكّنت أبيلين من تلبية احتياجات مشروع “ستارغيت” من المياه، والتي تُعد محدودة نسبياً مقارنة بمراكز البيانات التقليدية، بفضل تقنية تبريد مبتكرة تعيد تدوير معظم السائل المستخدم. لكن في المقابل، سيحتاج المركز إلى كميات ضخمة من الكهرباء تكفي لتغذية مئات آلاف المنازل. وصف غوردون دولفن، مدير أبحاث سوق مراكز البيانات في شركة العقارات “سي بي آر إي غروب” (CBRE Group)، هذا النوع من المراكز بأنه “غير مسبوق” من حيث الحجم.

أثار ذلك مخاوف في أبيلين، حيث ما تزال ذكرى انقطاع الكهرباء في تكساس عام 2021، الذي أودى بحياة ستة أشخاص في المقاطعة، راسخة في الأذهان. وقد ألقي وقتها بجانب كبير من اللوم على شبكة الكهرباء غير الخاضعة للتنظيم في الولاية. لكن هذا المرونة من حيث القيود الناظمة كانت أيضاً أحد العوامل التي جذبت مشروع “ستارغيت”. إذ بادرت “كروسو” إلى شراء توربينات غازية، وأشرفت على بناء محطة لتوليد الكهرباء بالغاز الطبيعي داخل الموقع، لتكون مصدراً مكمّلاً للكهرباء يضاف إلى ما توفّره شركات المرافق المحلية.

يشكك منتقدو “ستارغيت” في قدرة داعمي المشروع على الحفاظ على هذه الوتيرة وهذا الحجم من التوسّع على مستوى الولايات المتحدة، ويعتبرونه ضرباً من الخيال. فقد شكّك داريو أمودي، أحد واضعي “قوانين التوسّع”، علناً في جدية المشروع ووصفه بأنه “فوضوي”. أمّا ماسك فوصفه بـ”المزيف” وقد نأى بذلك عن موقف ترمب، وقد ردّ ألتمان على تعليق ماسك بالقول إنه “يقول أشياء جنونية دائماً”.

من جانبه، رأى مارك بينيوف، الرئيس التنفيذي لشركة “سيلزفورس” (Salesforce)، في منشور عبر منصة “إكس” في أبريل، أن مشروع “ستارغيت” يشكّل نهاية “شهر العسل” بين “أوبن إيه آي” و”مايكروسوفت”. بالفعل، يعكس المشروع تحوّلاً في العلاقة بين الشركتين، إذ أعادتا في يناير صياغة عقد الحوسبة السحابية بينهما، بما يتيح لـ”أوبن إيه آي” التعامل مع مزوّدين آخرين مثل “أوراكل”، شرط أن تُمنح “مايكروسوفت” فرصة النظر في العرض أولاً والبحث عن جهة أخرى إن رفضته. رغم أن “مايكروسوفت” لا تعتزم الاستثمار في “ستارغيت”، إلا أن “أوبن إيه آي” أدرجتها كشريك تقني في المشروع.

طموح أوسع

إذا سارت الأمور كما هو متوقّع، قد يتحوّل مركز البيانات في أبيلين إلى نموذج يُحتذى به في مراحل التطوير المقبلة من مشروع “ستارغيت”. وكان ألتمان أدلى بعد يوم من زيارته الأولى للموقع في مطلع مايو، بشهادته أمام الكونغرس، داعياً إلى تعجيل اصدار تراخيص لمراكز البيانات في المستقبل. وقال: “الموقع الأول كان رائعاً… ونحتاج إلى كثير غيره”.

 تدرس “كروسو” موقعاً محتملاً جديداً في مدينة أماريلو بولاية تكساس، وتأمل أن يكون جزءاً من مشروع “ستارغيت”، وفقاً لشخص مطّلع على المداولات، طلب عدم كشف هويته نظراً لخصوصية المسألة. وبيّنت “أوبن إيه آي” أنها تدرس مواقع في عدد من الولايات، منها أوريغون وبنسلفانيا وويسكونسن، كما قد يستأجر مشروع “ستارغيت” مراكز بيانات قيد الإنشاء حالياً في مواقع أخرى.

في موازاة ذلك، تعمل “أوبن إيه آي” و”أوراكل” على نقل روح “ستارغيت” إلى الخارج البلاد أيضاً، من خلال مركز بيانات للذكاء الاصطناعي قيد التطوير في أبوظبي. وفي حين لن يكون المشروع تابعاً لشركة “ستارغيت”، لكنه سيضمّ “أوبن إيه آي” كعميل، وفقاً لتقرير من بلومبرغ.

.: “OpenAI” تكشف تفاصيل مشروع “ستارغيت الإمارات” للذكاء الاصطناعي

زد على ذلك أن مشروع “ستارغيت” قد يمتد مستقبلاً ليشمل تصنيع أشباه الموصلات، كما بيّن ألتمان، وربما يكون ذلك بحلول العام المقبل. قال: “أنظر إلى ستارغيت على أنه مصنع الذكاء الاصطناعي… لو لم يكن لزاماً علينا الانخراط في هذا الجانب، ربما ما كنّا لنفعل. لو كان بوسعنا ببساطة توليد كل القدرة الحاسوبية التي نحتاجها بطريقة سحرية من السماء. لكن على هذا النطاق، لا يمكن تحقيق ذلك”.

#ما #الذي #يجري #داخل #أول #مراكز #بيانات #الذكاء #الاصطناعي #في #مشروع #ستارغيت
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
📡 المصدر : #الشرق
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖

RELATED POSTS

View all

view all