في ظل تسارع التحول نحو الطاقة النظيفة وزيادة الاعتماد على الكهرباء في مختلف القطاعات، تبرز الحاجة الملحة لتطوير شبكات الكهرباء لمواكبة الطلب المتزايد. وبينما يتسبب استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في ارتفاع الاستهلاك، إلا أن هذه التكنولوجيا يمكن أن تكون الحل في سد فجوة الطلب.
روبرتو بوكا، رئيس قسم الطاقة والمواد في المنتدى الاقتصادي العالمي، قال إن التوسع في استخدام الكهرباء يحتم علينا توفير بنية تحتية للشبكات قادرة على تحمل الطلب المرتفع. وأضاف أن المسؤولين أمام خيارين؛ إما الاستثمار في تأهيل البنى التحتية لشبكات الكهرباء، أو تطوير تقنيات يمكنها الاستغناء عن الحاجة لبنية تحتية إضافية.
وأوضح في مقابلة مع “الشرق”، أن تكنولوجيا الطاقة المرتكزة على الذكاء الاصطناعي يمكنها أن تلعب دوراً فاعلاً في تأهيل الشبكات لتصبح أكثر كفاءة عبر إزالة الهدر وتحسين التوازن بين العرض والطلب.
لفت بوكا أنه من الأهمية بمكان أن يشرك المسؤولون أصحاب المصلحة من المجتمع المحلي والمهتمين بالبيئة عند بناء مرافق الطاقة لفهم الظروف المحلية جيداً حتى يتم تصميم الحلول من البداية بناءً على ذلك.
وأضاف أن تطوير شبكات الكهرباء يجب أن يكون بالتعاون بين دول الإقليم الواحد عبر الربط بينها، بدلاً من قيام كل دولة بتطوير شبكتها الداخلية بانعزال عن الدول المجاورة، موضحاً أن ذلك يرفع من كفاءة أداء الشبكات ويقلل إطلاق منشآت جديدة لا حاجة لها.
وفي تعليق له على هذه القضية، قال وليد شتا، رئيس “شنايدر إلكتريك” لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، إن مرافق الكهرباء تواجه ثلاث تحديات؛ الحياد الكربوني، وتوفير مصادر الطاقة، وتزايد الاستهلاك.
وأضاف، خلال حديث له مع “الشرق”، إن تحول الاقتصاد نحو الرقمنة والاعتماد المتزايد على الكهرباء في ظل التوجة بالابتعاد عن الوقود الأحفوري يزيد من الضغط على الشبكات، وقال إن لدينا أمثلة على انقطاع خدمات الكهرباء كنتيجة لارتفاع الاستهلاك الذي لم تتحمله الشبكات، مثلما حدث مؤخراً في إسبانيا والبرتغال .
يحتاج تطوير شبكات الكهرباء وتأهيل البنى التحتية إلى تمويلات كبيرة. رغم ذلك يرى شتا أن توفير التمويلات اللازمة في دول الخليج العربي ليس هو التحدي، لكن المعضلة تكمن في النواحي الفنية لعمليات الإنتاج والنقل والتوزيع والذي يتعين العمل لإيجاد حلول لها.
وأضاف أن من ضمن الحلول لتسريع التحول نحو توليد الكهرباء من الطاقة النظيفة هو الدعم الضريبي والجمركي للشركات العاملة في الإنتاج، وتابع “النقطة الأهم هي التركيز على كفاءة استهلاك الطاقة”.
