قادة آسيان: تنويع التجارة ضرورة عاجلة لمواجهة رسوم ترمب

أعرب قادة جنوب شرق آسيا عن قلقهم إزاء خطط الرئيس الأميركي دونالد ترمب لفرض الرسوم الجمركية، في ضوء تسببها بحالة من عدم اليقين في التجارة مع أكبر سوق لصادراتهم، مؤكدين على وجود “ضرورة عاجلة لتنويع التجارة بعيداً عن الأسواق التقليدية”.

قال القادة في بيان صادر عن رئيس رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) مساء أمس الثلاثاء: “نعرب عن قلق عميق إزاء الإعلان الأخير من الولايات المتحدة الأميركية بفرض رسوم جمركية أحادية الجانب، وما قد يترتب على ذلك من تأثيرات على اقتصاداتنا”.

عقد القادة اجتماعهم هذا الأسبوع في العاصمة الماليزية كوالالمبور، خلال قمة شاركت فيها وفود رفيعة المستوى من الصين ودول الخليج.

ردود انتقامية

أضاف البيان: “إن حالة عدم اليقين الناتجة عن هذه الرسوم الجمركية والاحتمال القائم بردود انتقامية قد يزيدان من تقلبات تدفقات رؤوس الأموال وأسعار الصرف”، مضيفاً أن رابطة آسيان “ستواصل الحوار الصريح والبناء مع الولايات المتحدة الأميركية، وتتعهد بعدم اتخاذ أي إجراءات انتقامية رداً على الرسوم الجمركية الأميركية”.

تقع كل من فيتنام وتايلندا وماليزيا وإندونيسيا وكمبوديا ضمن قائمة أكبر 20 دولة تسجل الولايات المتحدة الأميركية عجزاً تجارياً ثنائياً معها، وهدد ترمب الشهر الماضي بفرض رسوم جمركية تتراوح بين 24% و49% عليها. جرى تعليق هذه الرسوم مؤقتاً في انتظار نتائج المحادثات، فيما يسري حالياً معدل أساسي موحد 10%.

كما فرض ترمب رسوماً جمركية على الصين -الشريك التجاري الرئيسي لدول آسيان- تجاوزت نسبتها 100%، قبل أن يتم تعليقها أيضاً. تواجه السلطات التجارية الأميركية تحدياً في منع تمرير البضائع الصينية عبر دول ثالثة، مثل دول جنوب شرق آسيا، للالتفاف على الرسوم المرتفعة عند شحنها إلى الولايات المتحدة الأميركية.

وجاء في بيان منفصل أصدره قادة آسيان أمس: “الإجراءات التجارية أحادية الجانب والانتقامية غير مثمرة، وتنطوي على مخاطر تفاقم التشظي الاقتصادي العالمي، خصوصاً عندما تُخلف هذه الإجراءات آثاراً غير مباشرة على آسيان”.

بضائع الصين

كما أعرب قادة جنوب شرق آسيا، بطريقة غير مباشرة، عن قلقهم من احتمال تدفق البضائع الصينية إلى أسواقهم، وهي سلع كانت معدة أصلاً للتصدير إلى الولايات المتحدة الأميركية.

اختتم القادة: “نوجه الجهات المعنية بمتابعة المخاطر المحتملة لتحويل مسار التجارة”، مضيفين أنهم يطمحون إلى إيجاد حل بناء من خلال الانخراط في حوار مع الشركاء عبر المنصات القائمة.