الاستثمار فى البورصة وصناديق الاستثمار

في قطاع السلع الفاخرة.. القوي يزداد قوة والضعيف يتهاوى

مايو 23, 2025 | by elaal4000@gmail.com

في قطاع السلع الفاخرة.. القوي يزداد قوة والضعيف يتهاوى

خلال السنوات الخمس الماضية في قطاع السلع الفاخرة، لم تشهد الشركات ذات الأداء القوي إلا تحسناً، بينما تفاقم تراجع الشركات ضعيفة الأداء.

في ظل التقلبات المستمرة في الحرب التجارية وتغير أذواق المستهلكين، هناك سؤال مشروع يتمثل في ما إذا كانت هذه الفرضية لا تزال صحيحة، إذ تعكس المستجدات في الآونة الأخيرة أن فرق الأداء بين شركات القطاع لا يزال قائماً، مع بعض التحفظات. 

أثبتت شركة “سي فاينانسيير ريتشمونت” (Cie Financiere Richemont) الأسبوع الماضي أن فرق الأداء مستمر، في قطاع المجوهرات على الأقل، حيث تواصل الشركة أداءها المتفوق.

المجوهرات تدعم مبيعات “ريتشمونت”

كشفت مالكة “كارتييه” (Cartier) و”فان كليف آند أربلز” (Van Cleef & Arpels)، أن مبيعات وحدات المجوهرات التابعة ارتفعت 8% خلال العام المنتهي في 31 مارس. وقد زادت هذه النسبة إلى 11%، مع استبعاد تأثير تقلبات العملة، في الربع الرابع. كما ارتفع الربح التشغيلي عن العام بأكمله 6%، مع استبعاد تأثير تقلبات العملة. هذا القطاع هو الأشد أهمية بالنسبة لـ”ريتشمونت”، إذ شكّل 54% من مبيعات العام الماضي، ومثل رواج المجوهرات في الفترة الحالية عاملاً مساعداً.

أدى ارتفاع أسعار فئات منتجات أخرى، بالأخص حقائب اليد، إلى أن تصبح ذات قيمة أفضل مقابل المال، بعدما كانت تُعتبر كماليات باهظة السعر سابقاً. وقال يوهان روبرت، رئيس مجلس إدارة “ريتشمونت”، إن الشركة استفادت من توخي حذر أكبر في رفع الأسعار مقارنةً بعدد من المنافسين، وأنها ستواصل هذا النهج. وساعد الأداء القوي لقطاع المجوهرات “ريتشمونت” على تحقيق صافي سيولة قدره 8.3 مليار يورو (9.3 مليار دولار) في نهاية العام المالي.

لكن هناك خطر يهدد بعض مجوهرات “كارتييه“، مثل سوار الحب، وسوار نفل “ألامبرا” من “فان كليف”، يتمثل في فرط الانتشار، في ظل ظهور الكثير من النسخ المقلدة في السوق. في غضون ذلك، تعاني “ريتشمونت” من ارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج، بالأخص الذهب.

انحسار موجة الإقبال على الساعات

تراجعت مبيعات وحدات “ريتشمونت” المتخصصة في صنع الساعات 13% خلال العام بأكمله، وانخفض هامش الربح التشغيلي من 15.2% إلى 5.3%. ويعكس الانخفاض تراجع الطلب الصيني، وانحسار موجة الهوس بالساعات. مع ذلك، تشير تقديرات جان فيليب، المحلل لدى “فونتوبل ويلث مانجمنت” (Vontobel Wealth Management)، إلى أنه عند أخذ ساعات “كارتييه” و”فان كليف”- المُدرجة في قطاع المجوهرات- في الحسبان، ستكون المبيعات تراجعت 2%، وهي نسبة أقل حدةً.

رغم أن روبرت يتوقع ارتفاع الطلب الصيني في نهاية المطاف، سيتوقف الكثير على ما إذا كان المشترون في الولايات المتحدة تأثروا سلبياً بالحرب التجارية وتبعاتها على سوق الأسهم. لم تعلق “ريتشمونت” على الأداء الحالي.  لكن “واتشز أوف سويتزرلاند غروب”، التي شكلت الولايات المتحدة مصدراً لنحو نصف مبيعاتها خلال العام المنتهي في 27 أبريل، أشارت إلى أن رغم تعرضها لبعض التراجع المؤقت في الطلب في أوائل أبريل، عادت الأوضاع إلى طبيعتها في فترة لاحقة من الشهر.

يميل المستهلكون في الأغلب، خلال الفترات الصعبة، إلى الشركات القديمة، إذ لا يرغبون في المجازفة بأموالهم على اقتناء علامة تجارية ناشئة أو مصمم جديد، ما يمثل عاملاً آخر يدعم الشركات القوية، مثل “كارتييه”.

تحديات “بربري” تستمر

رغم ذلك، يتوق المستهلكون إلى التجديد، إلى جانب القطع التي تشكل استثماراً. وهذه الرغبة في اقتناء شيء أحدث هي ما تدعم أداء “ميو ميو” (Miu Miu) التابعة لـ”برادا“، وهي العلامة التجارية الأسرع نمواً في العالم. 

وبالنظر إلى الارتفاعات الكبيرة في أسعار القطاع، فإن القدرة على تحمل التكلفة نسبياً تساعد أيضاً.  وقد تستفيد “بربري غروب”، التي تحقق أداءً دون المستوى بشكل مستمر، في اقتناص حصة سوقية من كبرى الشركات في القطاع.

تراجعت مبيعات المتاجر القائمة للشركة البريطانية 6% خلال الشهور الثلاثة المنتهية في 29 مارس، ورغم أن ذلك ليس أداءً جيداً، فإنه أفضل من توقعات المحللين.

ساورني الشك حيال استراتيجية “بربري” الجديدة، إذ شعرت بأن تشكيلة المنتجات، التي تشمل المعاطف الثقيلة الواقية من المطر مرتفعة السعر والقمصان ذات الياقات رخيصة السعر- تبدو غير مترابطة.  كان تبني الإدارة السابقة الطابع البريطاني خطوة نحو التقدم، لكن في عهد الرئيس التنفيذي الجديد جوشوا شولمان- الأميركي الذي أدار سابقاً “كوتش” (Coach) التابعة لـ”تابستري” و”مايكل كورس” التابعة لـ”كابري هولدينغز”- هناك خطر يتمثل في توجيه دفة الشركة نحو أزياء تفتقر لحسن الذوق.

قال شولمان الأسبوع الماضي إن الشركة انتقلت من الطابع “الحديث” إلى الفخامة البريطانية “الصالحة لكل الأزمان”، وتضمن ذلك التركيز على ملابس الخروج، مثل المعاطف الثقيلة الواقية من المطر والأوشحة. لكنه أضاف لمسة جديدة مع المصمم دانييل لي أيضاً على بعض الأصناف، مثل بيكيني “بربري” الذي بدأ يلقى رواجاً.

لا يزال الطريق أمام “بربري” طويلاً، بما يشمل خفض قوتها العاملة بنحو الخُمس، ما قد يؤدي إلى اضطراب. ورغم ثناء شولمان على لي، فإن بقاءه في الشركة ليس مؤكداً. وبينما يبدو ارتفاع سهم الشركة أكثر من 20% الأسبوع الماضي بعد صدور تقرير الأداء يوم الأربعاء مبالغاً فيه، لكن “بربري” تحقق بعض التقدم على الأقل.

“سواتش” قد تجذب اهتمام المستثمرين النشطاء

في بعض الأحيان، يكون الفارق بين الفائزين والخاسرين كبيراً جداً لدرجة لا تُحتمل، ويبدو أن هذا وضع “سواتش غروب”.

يسعى ستيفن وود، مؤسس وكبير مسؤولي الاستثمار في “غرين وود إنفستورز” (GreenWood Investors)، ومقرها في نيويورك، إلى انتخابه عضواً في مجلس إدارة شركة صنع الساعات خلال الاجتماع السنوي الأربعاء. وكشف لصحيفة “فاينانشيال تايمز” أنه يرغب في تمثيل مالكي الأسهم لحاملها، وهي المؤسسات الاستثمارية بشكل رئيسي. فبموجب هيكل أسهم “سواتش” مزدوج الفئة، تملك عائلة حايك معظم الأسهم المسجلة التي تمنح حقوق تصويت أكبر.

من جانبها، أوصت “سواتش” بأن يصوت المساهمون ضد وود لعدة أسباب، من بينها أنه ليس سويسرياً ووجود ممثل مُعيّن بالفعل؛ جان بيير روت، الرئيس السابق للمصرف الوطني السويسري (Swiss National Bank)، وعضو مجلس الإدارة منذ 2010.

مع انخفاض أسهم “سواتش” 25% العام الماضي، أصبحت الشركة الأكثر عرضة للبيع على المكشوف في أوروبا، وانخفضت قيمة الشركة التي تناهز 6.5 مليار فرنك سويسري عن قيمة مخزونها الذي تبلغ قيمته 7.6 مليار فرنك في نهاية العام الماضي، ما يجعل المبررات التي تسوقها الشركة غير مقنعة.

لكن في ظل سيطرة عائلة حايك على أكثر من 40% من حقوق التصويت، سيكون انتخاب وود بالغ الصعوبة. وحتى إذا خسر، فإن تدخله سيجذب اهتمام المستثمرين النشطاء إلى الشركة، وربما إلى الشركات الأخرى التي تحقق أداءً دون المستوى مثل “كيرينغ” (Kering) مالكة علامة “غوتشي” التجارية. فإذا لم تتمكن الشركات التي تخلفت عن الركب من سد الفجوة مع من يتصدرون السباق، فقد يتولى آخرون هذه المهمة عنها.

#في #قطاع #السلع #الفاخرة. #القوي #يزداد #قوة #والضعيف #يتهاوى
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
📡 المصدر : #الشرق
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖

RELATED POSTS

View all

view all