لاكشمي ميتال، أحد أغنى أثرياء بريطانيا، اشترى واحداً من أغلى القصور السكنية في دبي، بحسب ما أفاد به أشخاص مطلعون على الأمر.
اشترى الملياردير المولود في الهند منزلاً فخماً داخل مجمع سكني مغلق يُعرف باسم “بيفرلي هيلز دبي”، وفقاً للأشخاص الذين رفضوا الكشف عن هوياتهم عند التحدث علناً عن عملية الشراء. وأضافوا أن عملية البيع جرت في وقت سابق من هذا العام.
يقع القصر، المصمم على الطراز الباروكي، في منطقة “تلال الإمارات”، وكان قد طُرح للبيع في عام 2023 بسعر يناهز 200 مليون دولار، ويتميز بزخارف مغطاة بأوراق الذهب، بحسب ما ذكره وكيل البيع آنذاك. إلا أن الصفقة أُبرمت بنحو نصف السعر المطلوب، بحسب ما أكده أشخاص مطلعون على الأمر.
صفقات فاخرة في دبي
يشغل ميتال منصب الرئيس التنفيذي لعملاقة صناعة الصلب “أرسيلور ميتال” (ArcelorMittal SA)، وتُقدر ثروته بأكثر من 23 مليار دولار، وفقاً لمؤشر “بلومبرغ للمليارديرات”.
تُعد الصفقة العقارية التي أبرمها في دبي من بين الأعلى قيمة على الإطلاق في الإمارة، التي تحولت منذ جائحة كورونا إلى وجهة مفضلة لأثرياء العالم بشكل متزايد، لتصبح بذلك واحدة من أفضل أسواق العقارات أداءً على مستوى العالم.
وكانت عائلة الملياردير الهندي موكيش أمباني قد أقدمت أيضاً على شراء عقارات فاخرة في المدينة.
ارتفعت أسعار العقارات في دبي بنحو %70 خلال الأعوام الأربع الماضية، متجاوزة معظم أسواق العالم. واستمر الازدهار في سوق العقارات الفاخرة بالمدينة خلال الربع الأول من هذا العام، مع تسجيل مبيعات قياسية مدفوعة بإقبال المشترين الأثرياء على الوحدات التي تقدر قيمتها بما يتجاوز 10 ملايين دولار.
الدوافع وراء فرار أثرياء المملكة المتحدة
أبرم ميتال، البالغ من العمر 74 عاماً، هذه الصفقة في وقت ينضم فيه إلى عدد من الأثرياء الذين يبحثون خيارات إقامة بديلة خارج المملكة المتحدة، بسبب موجة إصلاحات ضريبية جعلت البلاد أقل جاذبية للنخبة العالمية.
يفكر ميتال في مغادرة المملكة المتحدة على خلفية هذه التغييرات الأخيرة، إلا أنه لم يحسم قراره بعد، وفق شخص مطلع رفض الإفصاح عن هويته نظراً لخصوصية التفاصيل.
كان إلغاء النظام الضريبي التفضيلي للمقيمين غير الدائمين واحداً من الإجراءات التي أثارت قلق أثرياء المملكة المتحدة. هذا النظام، الذي يعود تاريخه إلى عام 1799 وأُلغي في أبريل، يتيح لما يُعرف بـ”غير المقيمين” تفادي دفع ضرائب على دخولهم الخارجية لمدة تصل إلى 15 عاماً.
رحيل ميتال يهدد مكانة لندن
انضم كل من الملياردير المصري ناصف ساويرس، وبارت بيشت، الرئيس التنفيذي السابق لمجموعة “ريكيت بنكيزر” (Reckitt Benckiser Group)، أيضاً إلى قائمة الأثرياء الذين قرروا مغادرة المملكة المتحدة مؤخراً. غير أن أي قرار من ميتال بمغادرة البلاد سيكون بمثابة ضربة كبيرة لقطاع الأعمال هناك، خاصة في ظل مساعي وزيرة المالية راشيل ريفز لإنعاش الاقتصاد البريطاني.
منذ انتقاله مع أسرته إلى المملكة المتحدة قبل أكثر من عقدين، برز ميتال كوجه مؤثر في مجتمع المليارديرات القادمين من الخارج هناك. كما كان محوراً للعديد من النقاشات داخل البرلمان بشأن الامتيازات الضريبية الممنوحة للأثرياء الأجانب، لا سيما بعد تبرعه لحزب العمال، خلال فترة قيادة توني بلير، عندما بدأت الحكومة مراجعة شاملة لنظام “غير المقيمين” في البلاد.
أنشطة ميتال في لندن
في الوقت ذاته، ساهمت شركة الصلب التي أسسها ميتال في ترسيخ مكانته كشخصية بارزة في البنية التحتية الاستراتيجية البريطانية، رغم أن شركة “أرسيلور ميتال” كانت قد وجهت تحذيراً للحكومة العام الماضي يفيد باحتمال اضطرار أحد قطاعاتها الرئيسية للانتقال خارج البلاد، بسبب خطط لإعادة تطوير ميناء في جنوب شرق إنجلترا.
يتجاوز تأثير ميتال داخل بريطانيا حدود الأعمال والسياسة. فقد قام مع زوجته أوشا، على مدار العقد الماضي، باستيراد أعمال فنية ومجوهرات ونبيذ إلى البلاد، وفقاً لبيانات تجارية عامة لا تزال تُدرج منزل العائلة في منطقة كنسينغتون كعنوان رسمي لهم.
كما خصصت الأسرة ما يزيد عن 20 مليون جنيه إسترليني (26.6 مليون دولار) في الأعوام الأخيرة لدعم قضايا الرعاية الصحية والطبية في بريطانيا، عبر مؤسستهم الخيرية التي تحمل اسم العائلة وتتخذ من لندن مقراً لها. وفي قلب حي مايفير، تملك العائلة شركة الاستثمار “إل كيه أدفايزرز” (LK Advisers)، التي تشرف على إدارة ثروتهم.
وقد صرح ممثل عن عائلة ميتال أن الشركة لا تنوي نقل مقر “إل كيه أدفايزرز” خارج لندن.
