نشطت “غلينكور” (Glencore) لتجارة السلع، في شراء شحنات النفط خلال التعاملات الفورية من الشرق الأوسط هذا الشهر، حيث بدأت الشركة التجارية في شراء الخام لتكريره بمصفاة بوكوم في سنغافورة، وفقاً لما ذكره تجار.
اشترت الشركة ثلاث شحنات من خام الشاهين القطري وشحنة واحدة على الأقل من خام زاكوم العلوي في أبوظبي، حسبما قال التجار، الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لأنهم غير مخولين بالحديث علناً. و أوضحوا أن الشحنات سيتم تحميلها في فبراير، ويمكن أن تصل إلى آسيا في نفس الشهر، أو في مارس.
اتجهت”غلينكور” للعب دور أكبر في سوق تداول النفط الفعلية، بعد استحواذها على مجمع التكرير والكيماويات في بوكوم من شركة “شل” هذا العام بالتعاون مع “تشاندرا آسري باسيفيك” (PT Chandra Asri Pacific) الإندونيسية. وتشمل المصفاة وحدة تقطير للخام تبلغ طاقتها 237 ألف برميل يومياً. ورفض متحدث باسم شركة “غلينكور” التعليق على الأمر.
في السنوات الأخيرة، كان تجار الطاقة الذين يمتلكون سيولة نقدية كبيرة يحرصون على شراء الأصول المادية (الملموسة) مثل المصافي القديمة وشبكات التوزيع مع تسريع شركات النفط الكبرى بيع أو سحب استثماراتها من مشاريع الوقود الأحفوري بسبب ضغوط المساهمين.
فرصة أكبر لتجار النفط
الأصول التي يمتلكها التجار تمنحهم فرصة أكبر للتعامل مع كل من الأسواق الفعلية (حيث يتم تبادل السلع الملموسة) والأسواق الورقية (حيث يتم التداول في عقود أو صفقات مستقبلية).
وعينت “غلينكور” مؤخراً أديتيا رافافارابو من شركة “بي بي” لقيادة فريق تداول النفط في آسيا، حسبما أفادت “بلومبرغ” الأسبوع الماضي. فيما تولى رافافارابو مسؤولية تداولات النفط الخام الفعلية، وتعامل مع أصول “بي بي” في أستراليا، والتي كانت عبارة عن مصافي قبل إغلاقها.
قال التجار إن من المتوقع أن تلعب “غلينكور” دوراً أكبر في الأسواق الفعلية في الفترة من حوالي فبراير أو مارس من العام المقبل حيث تتولى مهمة شراء النفط لصالح مجمع بوكوم، الذي يعتمد بشكل كبير على النفط الخام الحمضي (عالي الكبريت).
وأضافوا أن الشحنات التي تم شراؤها مؤخراً بلغت 500 ألف برميل لكل منها. ولا يزال من الممكن بيعها أو تحسينها (إعادة توزيعها أو تغيير استخدامها لتحقيق أقصى ربح ممكن)، وفق ظروف السوق.
كانت المصفاة تعالج في السابق درجات معينة من النفط الخام السعودي، وتورده شركة “شل” بموجب عقد طويل الأجل مع شركة “أرامكو السعودية” المملوكة للدولة.