عائدات روسيا من النفط عند أقل مستوى في عامين مع تراجع الأسعار عالمياً

انخفضت عائدات روسيا من النفط في ميزانية الدولة الشهر الماضي إلى أدنى مستوى منذ يونيو 2023 في ظل تراجع أسعار النفط عالمياً.

انخفضت حصيلة الضرائب المرتبطة بالنفط 32% على أساس سنوي الشهر الماضي إلى 430.4 مليار روبل (5.5 مليار دولار)، وفق تقديرات “بلومبرغ” المعتمدة على البيانات التي نشرتها وزارة المالية الأربعاء. وبلغ إجمالي إيرادات النفط والغاز 512.7 مليار روبل، ما يُعد انخفاضاً بأكثر من 35%.

تراجعت أسعار الخام مع تهديد سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الجمركية بإبطاء الاقتصاد العالمي، بينما يسرع تحالف “أوبك+” وتيرة زيادة الإنتاج في سوق تشهد أصلاً فائضاً في المعروض. وأدى قرار التحالف رفع الإنتاج، بقيادة السعودية بشكل رئيسي، إلى اعتراض مجموعة في مقدمتها روسيا خلال اجتماع أُقيم في نهاية الأسبوع.

روسيا ترفع مستهدف عجز الموازنة

يشكل النفط والغاز عصب موارد الدولة المالية في روسيا، ويمثلان نحو ثلث إيرادات الضرائب، وفي ظل تراجع أسعار النفط، عدلت الحكومة توقعات الموازنة وزادت مستهدف العجز المالي ثلاثة أضعاف.

انخفضت إيرادات النفط بأكثر من النصف في مايو، مقارنة بالشهر السابق، وفق تقديرات “بلومبرغ”. ويعكس ذلك حقيقة أن إحدى الضرائب الرئيسية على النفط -التي تُفرض على الأرباح- في روسيا تُسدد أربع مرات في السنة، في مارس وأبريل ويوليو وأكتوبر.

قدّرت وزارة المالية ضرائب النفط على أساس متوسط سعر خام الأورال عند 54.76 دولار للبرميل في أبريل، ما يمثل انخفاضاً بأكثر من الربع عن الفترة نفسها في العام الماضي.

وظل السعر أدنى من سقف 60 دولاراً للبرميل الذي فرضته مجموعة الدول السبع بهدف الضغط على إيرادات روسيا، لثاني شهر على التوالي، وفق ما تظهره البيانات التاريخية.

ارتفاع الروبل ينعكس على سعر الخام في روسيا

كما أسهم ارتفاع الروبل في خفض العائدات من قطاع النفط، إذ ارتفعت قيمة العملة الروسية 10% خلال فترة الضريبة المحتسبة مقارنة بالفترة نفسها في العام الماضي إلى 83.317 روبل للدولار.

وقد انتقد إيغور سيتشين، الرئيس التنفيذي لشركة “روسنفت”، أكبر منتجة للنفط في روسيا، البنك المركزي بسبب تحديد سعر صرف يخفض سعر الخام بالروبل. ورغم أن بنك روسيا المركزي لا يستهدف سعر صرف معيناً، إلا أنه يهدف إلى خفض التضخم عبر سعر الفائدة الرئيسي.

ساعد انخفاض أسعار الخام والمنتجات النفطية الحكومة في تقليص الدعم الذي تدفعه لشركات التكرير لتعويضها جزئياً عن فرق أسعار الوقود بين روسيا والخارج. وأُنفق من الموازنة 42.5 مليار روبل الشهر الماضي مقابل إمدادات البنزين والديزل الموجهة إلى السوق المحلية، ما يُعد أدنى مستوى منذ أكتوبر 2023، عندما لم تسدد أي مبالغ.