الاستثمار فى البورصة وصناديق الاستثمار

صفقات ترمب في الطيران مع دول الخليج.. أرقام ضخمة وتفاصيل ضئيلة

مايو 18, 2025 | by elaal4000@gmail.com

صفقات ترمب في الطيران مع دول الخليج.. أرقام ضخمة وتفاصيل ضئيلة

أنهى الرئيس الأميركي دونالد ترمب جولته في أغنى دول الشرق الأوسط بإعلان استثمارات جديدة قال إنها تبلغ 3.6 تريليون دولار، غير أن التدقيق في هذه الصفقات يكشف أن كثيراً منها يبدو مبالغاً فيه أو عبارة عن اتفاقات سابقة أعيد طرحها.

امتدت جولة ترمب لأربعة أيام وشملت المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة، حيث أثنى على تعميق العلاقات مع الولايات المتحدة واعتبر نفسه صاحب الفضل في سيل من الإعلانات الاستثمارية. غير أن عدداً من هذه الإعلانات لم يكن مُلزماً أو افتقر إلى تفاصيل واضحة، ما يثير تساؤلات حول حجمها الحقيقي.

مليارات معلنة بلا تفاصيل

هيمنت صفقات الطيران والدفاع على مخرجات الجولة، حيث قادت السعودية المشهد بتوقيع اتفاق أسلحة بقيمة 142 مليار دولار، وصفته إدارة ترمب بأنه “أكبر اتفاق مبيعات دفاعية في التاريخ”. ويشمل الاتفاق كل شيء من أنظمة الدفاع الصاروخي إلى تأمين السواحل، لكنه خلا من أي تفاصيل دقيقة توضح مكوناته.

في الدوحة، شارك ترمب إلى جانب الرئيس التنفيذي لشركة “بوينغ” (Boeing)، كيلي أورتبرغ، في مراسم توقيع صفقة تجارية مع “الخطوط الجوية القطرية”. ورغم غياب الوضوح من جانب الرئيس حول حجم وقيمة الصفقة أثناء تبادله الحديث مع أورتبرغ خلال الحدث، إلا أنه أكد أنها الأكبر في تاريخ شركة صناعة الطائرات الأميركية.

في البداية، أعلن ترمب أن قيمة الصفقة تبلغ 200 مليار دولار، قبل أن يصدر توضيح من البيت الأبيض بأن قيمتها تصل إلى 96 مليار دولار، وهو رقم لا يزال يبدو مبالغاً فيه.

تضمنت الطلبية 130 طائرة من طراز “بوينغ 787 دريملاينر” (Boeing 787 Dreamliners) و30 طائرة من طراز “777 إكس” (777X)، مع خيار لشراء 50 طائرة إضافية، لكن دون تحديد دقيق لطرازات الطائرات.

يُحدد تقدير أكثر واقعية استناداً إلى تقييم شركة “إيشكا” (Ishka) الاستشارية المتخصصة في قطاع الطيران القيمة الفعلية للطلب المؤكد بأقل من 30 مليار دولار، بعد احتساب الخصومات المعتادة في هذا القطاع. وأكد البيت الأبيض وأورتبرغ لاحقاً أن الصفقة تمثل أكبر عملية بيع لطائرات عريضة البدن في تاريخ شركة “بوينغ”.

صفقات جديدة تعكس متانة الشراكة الخليجية

رغم الغموض الذي يحيط بالأرقام المُعلنة، إلا أنها قد لا تكون ذات أهمية كبيرة. فقد رسخت الجولة أهمية العلاقات الأميركية الخليجية، ونجح ترمب في إبراز صورة لإدارة أميركية منفتحة على عقد الصفقات، بعد أن أربكت سياساته الجمركية الاقتصاد العالمي. وارتفعت أسهم شركة “بوينغ” بعد أن رأى المستثمرون تحسناً في أداء الشركة تحت قيادة أورتبرغ.

كما قدم صندوق الاستثمارات العامة السعودي طلباً لشراء 20 طائرة من طراز “بوينغ 737 ماكس” (737 Max)، مع خيار لشراء 10 طائرات إضافية.

وبينما أعلن البيت الأبيض أن الصفقة تبلغ 4.8 مليار دولار، قدرت شركة “إيشكا” القيمة الفعلية للطلب بنحو 1.5 مليار دولار، وذلك في حال قرر الصندوق الالتزام بالخيارات.

في ختام جولة ترمب في الإمارات، أكدت شركة “الاتحاد للطيران” طلب شراء 28 طائرة عريضة البدن من طرازي “787” و”777 إكس”، وقدرت واشنطن قيمة الصفقة بنحو 14.5 مليار دولار.

ومع ذلك، لم تكن التفاصيل بالمستوى الذي توحي به الأرقام، إذ بدا أن الصفقة إما نسخة معاد هيكلتها من اتفاق سابق، أو تأكيد رسمي لالتزام أُعلن عنه سابقاً.

ولم توضح شركة الطيران عدد الطائرات التي تنوي شراءها من كل طراز، إلا أن القيمة المحتملة للصفقة قد تصل إلى 5.4 مليار دولار، إذا كانت جميع الطائرات المطلوبة من طراز “777 إكس” الأغلى ثمناً.

طائرة الرئاسة الأميركية

أحد الصفقات المحتملة التي أثارت الجدل قبل وصول ترمب ظلت غامضة حتى النهاية، وهي تتعلق بطائرة عملاقة من طراز “747-8” تملكها قطر، طُرحت كهدية محتملة. إلا أن ترمب غادر يوم الجمعة كما وصل، على متن طائرته الرئاسية “إير فورس وان” التي تعود لعقود مضت.

لدى القادة العالميين من الولايات المتحدة ودول أخرى تاريخ طويل في إعادة تقديم صفقات قديمة على أنها اتفاقات جديدة خلال الجولات الرئاسية في الخارج. ورغم الكم الكبير من البيانات الصحفية واللقطات الإعلامية، إلا أنها قد لا تؤدي إلى التزامات طويلة الأجل أو استثمارات جديدة متدفقة إلى الولايات المتحدة.

ومع ذلك، نجح ترمب في تجاوز أدائه السابق كبائع أول للمنتجات الأميركية.

فخلال زيارة أجراها خلال ولايته الأولى عام 2017، أعلن أن السعودية ستنفق 110 مليارات دولار على أسلحة أميركية لتحديث قواتها المسلحة. وقد شملت هذه الصفقة مبادرات بدأت في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، وأسفرت حتى يناير الماضي عن مبيعات عسكرية تتجاوز 30 مليار دولار، وفقاً لبيان حقائق صادر عن وزارة الخارجية الأميركية.

مقاتلات أميركية جديدة

في ختام جولته بالشرق الأوسط، أطلق ترمب تصريحات غامضة تتعلق بتطوير مقاتلات أميركية. ففي قطر، تحدّث عن نية بلاده تصميم نسخة ثنائية المحرك من مقاتلة “إف-35” (F-35)، رغم أن هذا الطراز الشبح صُمم في الأساس بمحرك واحد فقط.

وقال ترمب: “أعتقد أننا سنطلق عليها إف-55 (F-55)، وستكون طائرة بمحركين.. أنا أفضل الطائرات ذات المحركين”.

وأشار لاحقاً إلى أن الولايات المتحدة ستسعى إلى تطوير نسخة محدثة من مقاتلة “إف-22” (F-22) المتفوقة جواً، التي توقف إنتاجها لأكثر من عقد، ومن المقرر بالفعل أن يخلفها الجيل الجديد من المقاتلات “إف-47” (F-47)، التي فازت شركة “بوينغ” بتطويرها مؤخراً.

وأضاف ترمب: “أعتقد أن أجمل مقاتلة في العالم هي إف-22، لكننا سنُطلق نسخة إف-22 سوبر منها.. ستكون نسخة فائقة الحداثة من هذه المقاتلة”.

#صفقات #ترمب #في #الطيران #مع #دول #الخليج. #أرقام #ضخمة #وتفاصيل #ضئيلة
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
📡 المصدر : #الشرق
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖

RELATED POSTS

View all

view all