تراجع سعر الذهب بعد بلوغه مستوى 3500 دولار للأونصة للمرة الأولى على الإطلاق، وسط توجه التجار لجني الأرباح بعد ارتفاعه 10% تقريباً هذا الشهر.
سعر الذهب انخفض بحوالي 1.5% خلال ساعات التداول في الولايات المتحدة بعد ارتفاعه في وقت سابق إلى مستوى قياسي جديد مع تحسن شهية المخاطرة في ظل انتعاش الأسهم واستقرار السندات والدولار. كما وصل سعر الذهب إلى منطقة ذروة الشراء، مما يشير إلى أن الصعود السعري الأحدث قد يكون مبالغاً فيه. تجاوز مؤشر القوة النسبية لـ14 يوماً -الذي يقيس سرعة وشدة التحركات- مستوى 78 نقطة، متجاوزاً مستوى 70 نقطة والذي يشير إلى ذروة شراء الأصل.
شراء مفرط للذهب
وقال نيكي شيلز، رئيس قسم الأبحاث واستراتيجية المعادن في شركة “إم كيه إس بامب” (MKS Pamp): “الذهب في حالة شراء مفرطة من الناحية التكتيكية، كما يبدو مجهداً- فقد ارتفع بأكثر من 500 دولار في 8 أيام تداول، لذا فمن الطبيعي أن يكون هناك مزيج من توقف المشترين عن زيادة مراكزهم، وبعض خفض المخاطر”.
مخاوف إقالة رئيس الفيدرالي الأميركي
وفي وقت سابق من اليوم الثلاثاء، ارتفع سعر الذهب بنحو 2.2% متجاوزاً مستوى 3500 دولار لفترة وجيزة، إذ أدت المخاوف من ضغوط ترمب لإقالة الرئيس دونالد ترمب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إلى فرار المستثمرين من الأسهم والسندات الأميركية والدولار.
هاسيت: ترمب يدرس إمكانية إقالة جيروم باول من منصبه
وارتفعت أسعار الملاذات الآمنة مثل الين الياباني والفرنك السويسري والذهب في الجلسات الأخيرة عقب دعوات ترمب المتكررة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة على الفور، وهي الخطوة التي اعتبرت تهديدا لاستقلال البنك المركزي والتي دفعت الدولار إلى أدنى مستوى له منذ 2023.
ترمب قال على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الاثنين، في إشارة إلى باول: “لكن يمكن أن يكون هناك تباطؤ في الاقتصاد ما لم يخفض السيد (المتأخر للغاية)، الخاسر الرئيسي، أسعار الفائدة الآن”.
سعر الذهب يقفز 29% العام الحالي
ارتفع سعر سبائك الذهب بنحو 29% هذا العام، متفوقًا على جميع فئات الأصول الرئيسية الأخرى تقريباً، مع هروب المستثمرين من الأسهم المعرضة للحرب التجارية المتصاعدة. عادةً ما يلجأ المتداولون إلى سندات الحكومة الأميركية في أوقات العزوف عن المخاطرة. ولكن في ظل موجة البيع الأخيرة لسندات الخزانة والوضع المالي الأميركي بشكل عام، أصبح الذهب الآن “الملاذ الآمن الحقيقي الوحيد المتبقي”، وفقاً لمحللين في مجموعة “جيفريز فاينانشال”.
بدأت مسيرة الصعود الحاد لسعر المعدن النفيس في أوائل 2024، مع سعي البنوك المركزية إلى تنويع احتياطياتها من العملات الأجنبية بعيداً عن الدولار وحماية نفسها من خطر العقوبات، فأصبحت من كبار المشترين. وفي الآونة الأخيرة، ازدادت التدفقات إلى صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالذهب.
كما أصبحت البنوك أكثر تفاؤلاً تجاه الذهب مع ازدياد قوة صعوده هذا العام. ومن بين هذه البنوك، توقع مصرف “غولدمان ساكس” أن يصل سعر المعدن الأصفر إلى 4000 دولار للأونصة منتصف العام المقبل.
وقال كاماكشيا تريفيدي، رئيس قسم العملات الأجنبية العالمية والأسعار واستراتيجية الأسواق الناشئة في “غولدمان ساكس”، لتلفزيون بلومبرغ، إن ارتفاع أسعار المعدن النفيس يظهر “أن هناك رغبة في تنويع الأصول الدولارية إلى مجموعة أوسع من الملاذات الآمنة”.
انخفض سعر الذهب للتسليم الفوري بنسبة 1.5% ليصل إلى 3,373.19 دولار للأونصة الساعة 12:41 ظهراً بتوقيت نيويورك، متراجعاً من أعلى مستوى تاريخي له. وارتفع مؤشر بلومبرغ للدولار بنسبة 0.2%. وصعدت أسعار الفضة والبلاديوم، بينما انخفض البلاتين.
رأي خبراء بلومبرغ إيكونوميكس:
“سعر السبائك الذهبية حالياً يقبع في ذروة الشراء على المدى القصير، مما يجعله مهيأ لتصحيح. مع ذلك، لا ينبغي الخلط بين هذا ومساره على المدى المتوسط: فالسبائك الذهبية تحقق أفضل أداء لها عندما يمر الاقتصاد العالمي بضائقة، وحجم عدم اليقين الاقتصادي الحالي هائل”.
-فين رام، خبير استراتيجي في الاقتصاد الكلي، دبي