الاستثمار فى البورصة وصناديق الاستثمار

زعماء العالم المحبطون يتساءلون إن كان ترمب يريد اتفاقاً أصلاً

أبريل 8, 2025 | by elaal4000@gmail.com

زعماء العالم المحبطون يتساءلون إن كان ترمب يريد اتفاقاً أصلاً

مع تزايد حالة الذعر في الأسواق العالمية، سارع قادة العالم خلال عطلة نهاية الأسبوع لتقديم عروض إلى الرئيس الأميركي دونالد ترمب تهدف إلى خفض الرسوم الجمركية على نطاق واسع.

غير أن المشكلة تكمن في أن ما قد يعتبره ترمب مقبولاً لا يزال غير واضح، بل حتى ما إذا كان يرغب فعلاً في التوصل إلى أي اتفاقات. رفع ترمب سقف الارتباك مساء الأحد، عندما صرّح للصحفيين بأن أي اتفاق محتمل يجب أن يُنهي العجز في الميزان التجاري الثنائي.

قال ترمب للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية “إير فورس وان”: “بالنسبة لي، العجز يعني خسارة”، مضيفاً: “نريد تحقيق فائض، أو في أسوأ الأحوال، الوصول إلى نقطة التعادل”.

يُفاقم هذا الغموض بشأن مطالب ترمب من حالة الإحباط السائدة في العواصم الأكثر تضرراً من ما يُعرف بـ”رسوم يوم التحرير”، التي يُفترض أن تدخل حيّز التنفيذ يوم الأربعاء. في ظل الربط بين مستويات الرسوم وحجم العجز، وليس وفقاً لمعدلات تبادل متكافئة، فإنّ الحكومات لا تعرف على وجه التحديد ما الذي يمكنها فعله لتفادي التعرض للضرر.

لم يصدر أي تعليق فوري من البيت الأبيض على طلب رسمي للإدلاء بتصريح.

عروض لإزالة رسوم ترمب

فيتنام، التي تُعد من أكثر الدول تضرراً مع فرض تعرفة جمركية بنسبة 46%، عرضت إزالة جميع الرسوم بالكامل، وهو عرض رُفض بسرعة من قبل بيتر نافارو، أحد مستشاري ترمب ومن مهندسي هذه السياسة. أما حكومات أخرى، فلا تزال تأمل في إمكانية التوصل إلى اتفاق أوسع مع ترمب في مرحلة لاحقة.

تتجه الأنظار الآن إلى لقاء ترمب يوم الإثنين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي فُرض على بلاده رسم جمركي بنسبة 17% رغم إعلانها عن إلغاء جميع الرسوم المتبقية على المنتجات الأميركية. وعقد الاثنان مؤتمراً صحافياً مشتركاً بعد ظهر الإثنين.

يُشكّل أي اتفاق محتمل نموذجاً لبقية الدول الراغبة في التوصل إلى اتفاقات مماثلة، أو على الأقل يطرح فكرة أوضح بشأن الشروط التي قد تكون مقبولة لدى ترمب. كما قد يبعث ببعض الارتياح في الأسواق العالمية، التي واصلت تراجعها يوم الإثنين وسط حالة من عدم اليقين بشأن أهداف ترمب النهائية.

على الرغم من أن التوصل إلى اتفاق واحد فقط قد يعزز ثقة المستثمرين، إلا أن ذلك قد يقوّض الهدف الأوسع للإدارة الأميركية، وهو دفع الشركات نحو الاستثمار في مصانع جديدة، بحسب ديبورا إلمز، رئيسة سياسات التجارة في مؤسسة “هينريتش”. أضافت أن المشكلة بالنسبة لجميع الحكومات تكمن في أن لا شيء يمكن أن يغيّر الصيغة التي يعتمدها ترمب في احتساب الرسوم.

قالت: “سوف تتلقى نسبة الرسوم التي حصلت عليها، سواء حاولت أم لم تحاول”. تابعت: “لدينا مطالب متضاربة لدرجة يصعب تلبيتها جميعها بشكل فعلي”.

دول “تسيء التصرف” تجاه أميركا

أشار وزير الخزانة سكوت بيسنت يوم الأحد إلى أن التوصل إلى اتفاقات لن يكون سريعاً، رغم أن أكثر من 50 حكومة تواصلت مع واشنطن لإجراء محادثات. وقال إنّ الإدارة بحاجة إلى التحقق مما إذا كانت العروض المطروحة “جدية”.

أضاف في برنامج “ميت ذا برس” على قناة “إن بي سي” مع كريستن ويلكر: “أساءوا التصرف لفترة طويلة”، مضيفاً: “وهذه ليست من الأمور التي يمكن التفاوض بشأنها خلال أيام أو أسابيع”.

أما الصين –الشريك التجاري الثالث للولايات المتحدة– فلا تُظهر في الوقت الحالي أي رغبة فورية في التفاوض. كان الرئيس شي جين بينغ ردّ بسرعة الأسبوع الماضي بفرض رسوم انتقامية بنسبة 34% إلى جانب قيود على تصدير عناصر نادرة أساسية. كما يدفع نحو تحفيز الاستهلاك المحلي كوسيلة لتعزيز الاقتصاد الصيني.

شكّل تمسك ترمب الشديد بسياسة الرسوم، التي وصفها يوم الأحد بأنها “شيء رائع”، مفاجأة لكثير من القادة والمستثمرين الذين رأوا في مؤلف كتاب “فن الصفقة” شخصية تميل إلى إبرام الاتفاقات خلال ولايته الأولى.

في قمة “أبيك” في بيرو عقب الانتخابات الرئاسية، نصح الرئيس التنفيذي لـ”جيه بي مورغان تشيس” جيمي ديمون الحضور القلقين من ترمب بقراءة كتابه، قائلاً إنه سيسعى لتجنب رد فعل سلبي في الأسواق.

لا بوادر تراجع عن الرسوم

حتى الآن، لم يُظهر ترمب أي بوادر تراجع رغم الخسائر الكبيرة في الأسواق المالية العالمية، بما في ذلك في الولايات المتحدة. وقد بدأ بعض مناصريه، ومنهم المستثمر بيل آكمان من شركة “بيرشينغ سكوير”، بالتعبير عن انتقاداتهم له.

في اليابان، اجتمع رئيس الوزراء شيغيرو إيشيبا مع كبار مستشاري الأمن القومي والسياسة الخارجية خلال عطلة نهاية الأسبوع، وسط حالة من الغموض بشأن ما إذا كان ترمب سيمنح الحليف القديم بعض الاستثناءات.

قال مسؤول حكومي ياباني، مسؤول عن إطلاع القيادات العليا، إنه لم يتمكن من الاستمتاع سوى بوقت قصير نهاية الأسبوع لرؤية تفتح أزهار الكرز في طوكيو.

أجرى إيشيبا مكالمة هاتفية مع ترمب يوم الإثنين، وأعلن الاثنان عن الاتفاق على تعيين ممثلين لمواصلة المحادثات.

في تايوان، بدا أن الرسوم المفروضة فاجأت الحكومة، إذ اعتذر رئيس الوزراء تشو جونغ-تاي يوم الجمعة عن تأجيل المؤتمر الصحافي للحكومة يوماً كاملاً عن الموعد المتوقع. ويوم الأحد، صرّح الرئيس لاي تشينغ-تي بأن تايوان لن ترد بالمثل، ورأى أن “إلغاء الرسوم بالكامل بين تايوان والولايات المتحدة يمكن أن يشكل نقطة انطلاق”، مستشهداً باتفاق “الولايات المتحدة– المكسيك–كندا” كنموذج للمفاوضات.

صعوبة التكهن بمتطلبات ترمب

أما في الهند، فقد أعرب المسؤولون عن ارتياحهم لأن ترمب لم يفرض عليهم رسوماً أقسى، وأبدوا تفاؤلاً بإمكانية التوصل إلى اتفاق شامل، بالإضافة إلى الاستفادة من بند في الأمر التنفيذي يسمح بتقليل الرسوم على الشركاء المتوافقين مع واشنطن في الشؤون الاقتصادية والأمن القومي.

كانت الهند قد بدأت بالفعل محادثات مع الممثلين التجاريين الأميركيين، ما منحها ما وصفه المسؤولون بـ”ميزة المبادرة الأولى”.

مع ذلك، وحتى يتم التوصل إلى اتفاق، يبقى من الصعب التكهن بما يعتبره ترمب كافياً. نظراً إلى أن الولايات المتحدة تُسجل عجزاً تجارياً يتجاوز التريليون دولار مع العالم، فإن الحل قد يكون في شراء المزيد من المنتجات الأميركية، أو فتح الأسواق أمام الخدمات، بما في ذلك خصخصة أصول وبيعها لمستثمرين أميركيين، بحسب أليثيا غارسيا هيريرو، كبيرة خبراء الاقتصاد لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في “ناتيكسيس”.

تقول غارسيا هيريرو إن هذين الخيارين “ممكنان لكن غير مرغوب فيهما” بالنسبة للدول ذات العجز التجاري الأكبر مثل فيتنام. تتابع: “الجميع بحاجة إلى شراء المزيد من المنتجات الأميركية، لكني لست متأكدة حتى من إمكانية ذلك، لأن الولايات المتحدة لا تنتج الكثير من الأشياء”.

#زعماء #العالم #المحبطون #يتساءلون #إن #كان #ترمب #يريد #اتفاقا #أصلا
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
📡 المصدر : #الشرق
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖

RELATED POSTS

View all

view all