لا يمثل تقديم قطر لطائرة فاخرة من طراز “بوينغ 747” لتكون الطائرة الأولى “إير فورس ون” (Air Force 1) للرئيس دونالد ترمب محاولة لكسب النفوذ لدى الإدارة الأميركية، بحسب رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، خلال منتدى قطر الاقتصادي اليوم الإثنين.
“رأينا جدلاً واسعاُ نشأ عن الأمر.. الطائرة معاملة بين وزارتي الدفاع في البلدين وهي تتم بشفافية تامة وبشكل قانوني للغاية، وهناك مراجعة قانونية مناسبة تجرى حاليا بين الوزارتين”، وفق رئيس الوزراء. وأضاف “لا أعرف لماذا يعتقد البعض بأنها تُعتبر رشوة أو مسعى من قطر لكسب النفوذ في الإدارة، لا أري سبباً وجيها لهذا.. البعض يحاول تطوير قطر على أنها تسعى لشراء النفوذ بالمال”، واصفا العملية بأنها أمر طبيعي بين الحلفاء.
سجال دستوي ومخاوف في واشنطن
الهدية، التي أشعلت سجالاً دستورياً وأثارت مخاوف أخلاقية وأمنية في واشنطن، دفعت زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر إلى تقديم مشروع قانون يمنع استخدام طائرة أجنبية كوسيلة نقل رئاسية أميركية، فيما أبدى بعض المشرعين الجمهوريين عدم ارتياحهم لهذا العرض، بحسب “بلومبرغ”.
كانت قطر أبدت استعداداً لنقل طائرة بوينغ 747-8، عمرها 13 عاماً، إلى الولايات المتحدة، لاستخدامها كطائرة رئاسية للرئيس ترمب خلال فترته الحالية، بدلاً عن الطائرة الرئاسية الأميركية التي يستخدمها حالياً.
الطائرة، التي يُتوقع أن يتم تعديلها لتواكب المعايير الأمنية والفنية للطائرة الرئاسية “إير فورس ون” ، قد تكون حلاً مؤقتاً لمشكلة تأخر تسليم الجيل الجديد من الطائرات الرئاسية، والمتوقع أن يكتمل بعد مغادرة ترمب للبيت الأبيض عام 2029.
ترمب يقبل استخدامها
كان ترمب قال إنه سيستخدم الطائرة بشكل مؤقت، مشيراً إلى نيته قبولها. وأضاف ترمب في منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي في وقت سابق من الشهر الجاري : “سيتم استخدامها من قبل حكومتنا كـ(إير فورس وان) مؤقتة، إلى أن تصل طائرات بوينغ الجديدة، التي تأخرت كثيراً في التسليم”.
وأعرب منتقدون من الحزبين الجمهوري والديمقراطي عن قلقهم بشأن الصفقة المحتملة، مشيرين إلى المسائل الفنية والأمنية المتعلقة باستخدام الرئيس لطائرة مقدّمة من حكومة أجنبية، إضافة إلى مدى ملاءمة قبول مثل هذه الهدية الفاخرة.