الاستثمار فى البورصة وصناديق الاستثمار

خطة ترمب الجمركية يمتد تأثيرها إلى أسواق المال والسلع والعملات

نوفمبر 26, 2024 | by elaal4000@gmail.com

ggNzKrHtlF_1732626882.jpg

تحول إعلان الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب عن خطته لرفع الرسوم الجمركية إلى عاصفة ضربت الأسواق العالمية، وامتد تأثيرها فوراً إلى أسعار مختلف العملات والسلع.

ترمب الذي لقّب نفسه -خلال حملته الانتخابية- بـ”رجل التعرفة الجمركية”، وتعهد بفرض تعرفة لا تقل عن 60% على السلع المستوردة من الصين، إلى جانب تعرفة تتراوح بين 10 و20% على الواردات من بقية الدول، شرع بالفعل في تنفيذ تهديداته، إذ أعلن -ليل الاثنين- عبر شبكته للتواصل الاجتماعي “تروث سوشال”، أنه سيصدر في أول أيام رئاسته (والذي سيكون يوم 20 يناير المقبل) قراراً بفرض رسوم إضافية بنسبة 10% فوق أي رسوم جمركية، على جميع منتجات الصين القادمة إلى الولايات المتحدة الأميركية، ورسوم بنسبة 25% على جميع المنتجات القادمة من المكسيك وكندا.

النفط يتراجع ثم يستعيد توازنه

النفط كان أول الخاسرين إذ هبط خام “برنت” القياسي العالمي سريعاً إلى ما دون 73 دولاراً للبرميل، قبل أن يستعيد عافيته تدريجياً، وسط عوامل متعاكسة تؤثر على الخام، حيث يسود تفاؤل باقتراب انتهاء الحرب في الشرق الأوسط، وتترقب السوق نتائج اجتماع “أوبك+” هذا الأسبوع الذي سيقرر إما استعادة إنتاج 2.2 مليون برميل يومياً بدءاً من يناير، أو تأجيل تلك الخطوة للمرة الثالثة.

كان النفط فقد 2.9% من قيمته يوم الإثنين، وهو أكبر انخفاض له منذ حوالي شهر، وتداول خام “غرب تكساس” الوسيط بالقرب من 69 دولاراً.

تنحصر المخاوف من خطة ترمب الجمركية من ناحية تأثيرها على تدفقات الطاقة من كندا إلى الولايات المتحدة، بالإضافة للتأثير المرجح على النشاط الصناعي في الصين، التي تعتبر أكبر مستهلك للخام في العالم، كما يؤدي ارتفاع الدولار تلقائياً لهبوط أسعار السلع الأساسية المقومة به.

صعود الدولار

كما كان متوقعاً تصدر الدولار قائمة الرابحين من تصريحات ترمب، فارتفع معوضاً جزءاً من خسائر يوم الإثنين، بينما كانت عملات الصين وكندا والمكسيك على رأس قائمة ضحايا هذه التصريحات، حيث تراجع اليوان الخارجي بنسبة 0.4% مقابل الدولار، كما انخفضت عملتا كندا والمكسيك بأكثر من 1% لكل منهما.

لا يستبعد محللون أن تلجأ الصين إلى تخفيض عملتها لتخفيف الآثار المترتبة على السياسة الحمائية الأميركية على صادراتها، وكانت بكين نجحت بالفعل في المرة السابقة -إبان رئاسة ترمب الأولى- بفضل تخفيض سعر صرف اليوان، في تعويض ثلث الانخفاض الذي كان يمكن أن يحدث للصادرات إلى الولايات المتحدة.

قال مينجز وو، متداول العملات في شركة “ستون إكس فاينانشيال” (StoneX Financial): لـ”بلومبرغ”: ” يُنظر حالياً إلى الدولار كملاذ آمن، بينما تتلقى عملات الدول المتأثرة، مثل البيزو المكسيكي، ضربات قوية. قد تكون هذه مجرد لمحة عما سيحدث لاحقاً”.

من المتوقع -حسب المحللين والمتداولين- أن يتخذ الدولار مساراً صعودياً بفضل سياسات ترمب، ما سينعكس على أسعار العملات الآسيوية وعملات الأسواق الناشئة، بالإضافة إلى الضغط المتوقع على أسعار المعادن.

الذهب يهبط مؤقتاً

يخفت بريق الذهب -تقليدياً- كلما ارتفعت العملة الأميركية، وبالفعل تراجعت أسعار المعدن الأصفر، وتداول الذهب بالقرب من 2620 دولاراً للأونصة، بعد أن هبط بنسبة 3.4% في الجلسة السابقة، نتيجة انخفاض الطلب على الملاذ الآمن بسبب مؤشرات على تهدئة التوترات في الشرق الأوسط. 

 الضغوط التي تعرض لها الذهب جاءت وسط موجة صعود رفعت سعره منذ بداية العام بأكثر من 25%، مدفوعاً بمشتريات البنوك المركزية، وتحوّل الاحتياطي الفيدرالي نحو خفض أسعار الفائدة. ما عزز التوقعات بأن أي هبوط سيكون مؤقتاً وسيتم تعويضه خلال أشهر.

قالت نيكي شيلز، رئيسة استراتيجية المعادن في شركة “إم كيه إس بامب” (MKS PAMP SA) بجنيف لـ”بلومبرغ”: “المستثمرون يتوقعون حقبة ذهبية محتملة للاقتصاد الأميركي، مدعومةً بتعيينات وزارية موالية للسوق والعملات المشفرة. ومع ذلك، من المرجح أن تستقر أسعار الذهب على المدى القصير عند 2500 دولار بدلاً من الوصول إلى 3000 دولار”.

خسائر للمعادن

أسعار الفضة والبلاتين والبلاديوم تراجعت أيضاً بشكل طفيف، فور إعلان الرئيس المنتخب عن قراراته الجمركية التي سيصدرها فور دخوله إلى المكتب البيضاوي في البيت الأبيض.  

التأثير طال -وبطريقة أعمق- أسعار المعادن الأساسية، بسبب المخاوف من تراجع الطلب المتوقع من الصين بعد تطبيق هذه القرارات، فانخفض سعر النحاس بنسبة 0.6% إلى أقل من 9 آلاف دولار للطن، كما تراجع سعر الألمنيوم بنسبة 0.9% والنيكل 0.4%.

وفق “بلومبرغ إنتلجنس”، فإن النشاط الاقتصادي في الصين يتراجع بالفعل منذ بداية شهر نوفمبر بعد أن بلغ أعلى مستوياته في عام خلال الأسبوعين السابقين، بدفع من وعود حكومية بتقديم حزم لتحفيز الاقتصاد.

الأسهم الآسيوية

عاصفة ترمب وصلت بالطبع إلى أسواق المال، فكانت الأسهم الآسيوية ضمن قائمة الخاسرين، حيث شهدت مؤشرات الأسهم في اليابان وأستراليا وكوريا الجنوبية انخفاضاً، وقال كيران كالدير، رئيس أبحاث الأسهم لمنطقة آسيا في “يونيون بانكير” (Union Bancaire Privée) في سنغافورة: “بدأ الرئيس المنتخب (التحركات) في وقت مبكر، ولكن يمكن أن يكون هذا مفاجئاً فقط لمن نسي الفترة من 2016 إلى 2020. هذه هي طريقة تفاوض الرئيس ترمب: الخطوة الأولى، توجيه ضربة قوية، والخطوة الثانية، دعونا نتفاوض”.

➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
📡 المصدر : #الشرق
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖

RELATED POSTS

View all

view all