أوقفت شركة “توتال إنرجيز” تطوير مشروع طاقة الرياح البحرية الذي كانت تخطط لبنائه قبالة سواحل نيويورك، في أعقاب إشارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى أنه سيعرقل قطاع الطاقة الخضراء الذي دعمه سلفه.
قال باتريك بويان، الرئيس التنفيذي لشركة “توتال”، خلال مؤتمر لقطاع الطاقة في لندن أمس: “قررت تعليق مشروع طاقة الرياح البحرية” مع عودة ترمب.
فترة عصيبة للطاقة المتجددة في عهد ترمب
الخطوة، التي اتخذتها شركة النفط والغاز الفرنسية العملاقة، واحدة من أولى العلامات الملموسة على توقف الاستثمارات في مصادر الطاقة المتجددة بسبب الإدارة الأميركية المقبلة. كان ترمب، الذي كرر انتقاده لطاقة الرياح، قد صرح خلال حملته الانتخابية أنه سيستهدف قطاع طاقة الرياح البحرية عبر إجراء تنفيذي في أول يوم له في المنصب.
لم يتضح بعد مدى الإجراءات التي سيتخذها ترمب، لكن المحللين يتوقعون أن يوقف الرئيس المنتخب مبيعات عقود الإيجار البحرية ومنح التصاريح للمشاريع الجديدة، مثل مشروع “أتينتنيف إنرجي” (Attentive Energy) الذي تخطط له “توتال” بالقرب من نيويورك ونيوجيرسي.
“قرار توتال ربما يكون مؤشراً على ما سيحدث في المستقبل”، بحسب ما قاله تيموثي فوكس، المدير الإداري لشركة “كلير فيو إنرجي بارتنرز” (ClearView Energy Partners) للأبحاث ومقرها واشنطن.
تابع فوكس: “في ظل المشهد السياسي المتغير، لم نتفاجئ برؤية شركة تطوير توقف مشروع طاقة الرياح البحرية في مراحله الأولية. نعتقد أن مشاريع أخرى ليست في مراحل متقدمة قد تتعطل أيضاً”.
كان الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن تعهد بإنشاء صناعة طاقة رياح بحرية أميركية بسعة تبلغ 30 غيغاواط بحلول نهاية العقد الحالي.
رغم ذلك، تسببت التكاليف المرتفعة ومشكلات سلاسل التوريد في أن يصبح تحقيق هذا الهدف مستبعداً. مع تولي ترمب، قد يتباطأ إحراز تقدم إضافي، إذ تتطلب المشاريع الجديدة والمعلقة الحصول على موافقات فيدرالية.
مشروع “أتينتيف إنرجي” الأميركي
بمقدور مشروع “أتينتيف إنرجي” التابع لشركة “توتال”، الواقع قبالة سواحل نيوجيرسي ونيويورك، توليد الكهرباء بسعة 3 آلاف ميغاواط. صرحت الشركة سابقاً بأنها تتوقع أن يبدأ المشروع في توليد طاقة خالية من الانبعاثات مع حلول أوائل ثلاثينيات القرن الحالي. فازت الشركة بحقوق تطوير المنطقة الواقعة في قاع البحر في مزاد قياسي في عام 2022.
لم تعرض “أتنتنيف إنرجي” حتى الآن خطة مقترحة للبناء والتشغيل على الجهات التنظيمية التابعة لوزارة الشؤون الداخلية المسؤولة عن تقييم مشروعات طاقة الرياح البحرية. عادة ما تستغرق هذه المراجعات الفيدرالية لإصدار التصاريح 3 سنوات على الأقل.
عبر تمسكها بعقد الإيجار، تحافظ “توتال” على فرصة استئناف العمل على المشروع بعد انتهاء فترة ترمب الرئاسية التي تدوم 4 سنوات. في هذه الأثناء، ربما تستمر سلاسل التوريد المحلية في التطور لخدمة مزارع طاقة الرياح البحرية المرخصة بالكامل والمخطط لها على طول الساحل الشرقي للولايات المتحدة الأميركية. قد تتمكن “توتال” من إحياء مشروعها إذا تولى رئيس أكثر دعماً للبيئة المنصب في المستقبل، وفقاً لما ذكره بويان.
استطرد بويان بالقول: “أخبرت فريقي أننا سنرى مشروع نيويورك في 4 سنوات. لكن الميزة هي أنها 4 سنوات فقط”.