أوقفت شركة “تشاينا ساوثرن إيرلاينز” بيع عشر طائرات من طراز “787-8 دريملاينر” التابعة لـ”بوينغ”، بعد أن أصبحت إمدادات الطائرات إلى البر الرئيسي الصيني مهددة بسبب تصاعد الحرب التجارية مع الولايات المتحدة.
كانت الشركة، وهي واحدة من بين ثلاث شركات طيران مملوكة للدولة في الصين، خططت لاستبدال الطائرات الأميركية عريضة البدن بأخرى أحدث وأكبر حجماً، تتناسب بشكل أفضل مع شبكة رحلاتها الطويلة.
لكن هذه الاستراتيجية انهارت بعد الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، والتدابير الانتقامية التي اتخذتها بكين في عطلة نهاية الأسبوع الماضي.
تُظهر خطوة “تشاينا ساوثرن” تداعيات النزاع التجاري المتصاعد، حيث لم تعد التأثيرات تقتصر على صفقات المنتجات الجديدة الخاضعة للرسوم من الحكومتين، بل طالت حتى سوق الطائرات المستعملة.
وبحسب إشعارات نشرتها بورصة “شنغهاي المتحدة للأصول وتبادل الأسهم” بتاريخ 11 أبريل، وهو اليوم نفسه الذي أعلنت فيه بكين عن فرض رسوم انتقامية على السلع الأميركية، فإن شركة الطيران الصينية برّرت قرارها بـ”أحداث أثّرت على المعاملات”.
وذكرت صحيفة “نيكاي” التي نشرت الخبر أولاً، أن الشركة اتخذت هذا القرار بسبب مخاوف من أن تؤثر الحرب التجارية على قدرتها على الحصول على طائرات إضافية من “بوينغ”.
ضغوط إضافية بعد قرار بكين وقف استلام طائرات أميركية
أفادت “بلومبرغ” يوم الثلاثاء بأن السلطات الصينية أمرت شركات الطيران بعدم استلام أي طائرات من “بوينغ”، وطلبت من الناقلات التوقف عن شراء قطع غيار أميركية الصنع، في ظل احتدام الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
وفرضت الولايات المتحدة رسوماً جمركية بلغت نسبتها 145% على السلع الصينية، في حين ردّت بكين بفرض رسوم بلغت 125% على المنتجات الأميركية، وهي نسب تجعل من شراء طائرات جديدة من “بوينغ” أمراً غير عملي.
بعد نشر تقرير “بلومبرغ”، هاجم ترمب القادة الصينيين عبر منصة “تروث سوشال”، قائلاً إن “الصين نكثت بالاتفاق الكبير مع بوينغ، معلنة أنها لن تستلم الطائرات التي تم الاتفاق عليها مسبقاً”.
تُعد مجموعة “تشاينا ساوثرن” –التي تتخذ في غوانغتشو مقراً لها– واحدة من أكبر مجموعات النقل الجوي في العالم، وتمتلك حصصاً في عشر شركات طيران، وتشغّل 932 طائرة تجارية. وقد نقلت 165 مليون راكب، وتعاملت مع 1.8 مليون طن من الشحنات والبريد في عام 2024، وفقاً لأحدث تقاريرها المالية.