الاستثمار فى البورصة وصناديق الاستثمار

تأجيل الرسوم يشعل أكبر موجة شراء شهدتها “وول ستريت” منذ 2008

أبريل 9, 2025 | by elaal4000@gmail.com

تأجيل الرسوم يشعل أكبر موجة شراء شهدتها “وول ستريت” منذ 2008

أشعل إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب تعليق الرسوم الجمركية على بعض الشركاء التجاريين مؤقتاً، أكبر موجة شراء شهدتها “وول ستريت” منذ عام 2008.

وبعد أن تجنّب بصعوبة الدخول في سوق هابطة، قفز مؤشر “إس آند بي 500” بنسبة 9.5% في ارتداد تاريخي عن موجة بيع قضمت تريليونات الدولارات من أسعار الأسهم حول العالم، على وقع مخاوف من اندلاع حرب تجارية شاملة تغذي المخاوف من ركود اقتصادي في أميركا.

أما مؤشر “ناسداك 100” فارتفع بنسبة 12% في ظل حالة من الراحة التي اجتاحت الأسواق، بعد أربعة أيام من تداولات حادة ومليئة بالأحجام الكبيرة. وارتفعت تقريباً كل الأسهم المدرجة ضمن المؤشرات الرئيسية.

تجاوز حجم التداول في الأسواق الأميركية 30 مليار سهم، بقيمة 1.5 تريليون دولار، وهو مستوى قياسي وفقاً لبيانات “بلومبرغ” التي تعود إلى عام 2008.

وقال راين نومان، من شركة “زيفير”: “لقد كانت رحلة متقلبة طوال الأسبوع الماضي، ونعلم شيئاً واحداً على وجه اليقين: إن كان هناك أمر مؤكد في عالم الاستثمار، فهو أن الأسواق والمستثمرين لا يحبون الغموض. هذا ما رأيناه بالفعل، كانت الرسوم الجمركية غير متوقعة، وما نشهده اليوم هو ارتداد ناتج عن الارتياح، وشراء عند التراجع”.

عوائد السندات تعود للارتفاع 

استعادت سوق سندات الخزانة بعضاً من توازنها بينما تخلّى المستثمرون عن أصول الملاذ الآمن خوفاً من تفويت فرصة الارتداد الكبير للأصول الي تعتبر أكثر مخاطرة. وقفزت عوائد السندات الأميركية لأجل عامين مؤقتاً فوق 4%، في إشارة إلى تراجع رهانات المتداولين على خفض أسعار الفائدة من قبل “الاحتياطي الفيدرالي” هذا العام.

كان ترمب قد أعلن وقفاً لمدة 90 يوماً على الرسوم “المتبادلة” المرتفعة التي طالت عشرات الشركاء التجاريين اعتباراً من منتصف الليل، مع رفع الرسوم على الصين إلى 125%. وواصلت السوق تسجيل مستويات جديدة مرتفعة، مع ورود إشارات بأن الرئيس سينظر في إعفاءات من الرسوم لبعض الشركات.

وفي ظل التقلبات التي سبقت هذا الارتداد، دعا عدد من المتابعين إلى الحذر في الإفراط بتفسير السيناريو الصعودي. إذ إن تهديدات ترمب بفرض الرسوم قد أضرت بقدرة مديري الشركات على التخطيط المستقبلي، كما ألحقت ضرراً بالعلاقات الدولية قد يصعب تجاوزه، ما يهدد بنمو اقتصادي عالمي هش وطويل الأمد.

وقال مارك هاكيت، من شركة “نيشنوايد”: “يُعدّ وقف التنفيذ لمدة 90 يوماً مؤشراً مشجعاً على أن المفاوضات مع معظم الدول كانت مثمرة. كما يضخ بعض الاستقرار المطلوب بشدة في سوق هزّتها حالة عدم اليقين. ومع ذلك، لم نخرج بعد من دائرة الخطر. يجب تجنب الانجراف وراء الزخم، والتحكم بالعواطف”.

ترمب يدعو الأميركيين للهدوء

جاء هذا الانتعاش في سوق الأسهم بعد نحو ثلاث ساعات من دعوة ترمب للأميركيين إلى التزام الهدوء ومواصلة الاستثمار، وكتب على وسائل التواصل الاجتماعي: “هذا وقت رائع للشراء”. ولاحقاً، قال الرئيس إن سوق السندات “جميلة في الوقت الراهن”.

وتلك التصريحات جاءت بعد أيام من تصاعد الضغوط في السوق شملت أسواق النقد وفروق الائتمان، إضافة إلى نداءات متكررة من حلفاء ترمب من المليارديرات لحثّه على التريث في تنفيذ برنامجه العالمي للرسوم الجمركية.

كانت الأسهم الأميركية قد بلغت مستويات بيع مفرط هي الأدنى منذ ذروة جائحة كورونا، وكان المتداولون يبحثون عن قاع السوق.

وقالت إلين هازن، من شركة “إف. إل. بوتنام”: “لم أرَ تقلباً من هذا النوع منذ زمن طويل. الحركات التي نشهدها في بعض الأسهم لا تصدق. هذا يشير إلى أن السوق كانت تعاني من أوضاع بيع مفرط، وأي بصيص من الأخبار الإيجابية كان كفيلاً بدفع السوق إلى الأعلى”.

عودة السوق إلى تقييم السيناريوهات

رغم تراجع الأسهم يومي الإثنين والثلاثاء، فإن الاحتمال بأن يعلّق ترمب تنفيذ العناصر الأكثر تطرفاً في برنامجه، ربما ساعد في دعم السوق خلال الأيام الأخيرة.

بل إن منشوراً زائفاً على وسائل التواصل الاجتماعي يدّعي تأجيل الرسوم، أدى إلى قفزة بنسبة 7% في مؤشر “إس آند بي 500” صباح الإثنين، ما يبيّن إلى أي مدى يمكن أن تتحرّك السوق بناء على أنباء عن تخفيف الرسوم.

وقال دانيال سكالي، رئيس قسم البحوث الاستراتيجية في إدارة الثروات لدى “مورغان ستانلي”: “انقشعت غيوم الرسوم الجمركية للمرة الأولى اليوم، لكن من المبكر جداً معرفة ما إذا كان الغد سيكون مشرقاً، أو حتى بعد 90 يوماً”.

وأضاف: “على الرغم من الترحيب بالقرار، فلا يمكن للمستثمرين الافتراض بأنه نهاية قصة الرسوم، أو أن تقلّبات السوق اليومية ستختفي فجأة”.

أما كريس زاكاريلي، من شركة “نورثلايت لإدارة الأصول”، فرأى أن تركيز السوق ينصب حالياً على الضرر المحتمل –وزيادة احتمالات الركود– الذي تسببت به الرسوم الجمركية في مداها واتساعها.

وقال: “إذا تم التراجع عن بعض (أو كل) هذه الرسوم، فإن السوق ستتفاعل بشكل أقل تشاؤماً. من الصعب جداً التداول في هذا السوق لأن الأخبار تتغير بسرعة. من الأفضل وضع خطة استثمار طويلة الأجل واغتنام الفرصة للاستثمار في شركات ذات جودة، عندما تتاح الفرصة”.

“غولدمان ساكس” يبدّل توقعاته بعد القرار المفاجئ

تخلّت مجموعة “غولدمان ساكس” عن توقعاتها بدخول الاقتصاد الأميركي في حالة ركود، بعد إعلان ترمب وقف تنفيذ معظم الرسوم التي كان قد أعلنها سابقاً.

وكتب فريق “غولدمان” بقيادة يان هاتزيوس في مذكرة يوم الأربعاء: “في وقت سابق من اليوم، وقبل إعلان الرئيس ترمب، كنا قد تحولنا إلى تبنّي سيناريو الركود الأساسي نتيجة الرسوم الجمركية الإضافية التي دخلت حيز التنفيذ صباح اليوم. لكننا الآن نعود إلى التوقع السابق، الذي لا يتضمن ركوداً”.

أما نيل دوتا، من شركة “رينيسانس ماكرو ريسيرتش”، فقال إن ما حدث هو ببساطة انتقال من خطر غير خطي إلى آخر خطي.

وأضاف: “هذا الأمر يمثل ارتياحاً، لكنه لا يعني أن بمقدور أحد دقّ جرس الأمان. ولهذا السبب، أفضل حالياً الاستثمار في السندات بدلاً من الأسهم”.

#تأجيل #الرسوم #يشعل #أكبر #موجة #شراء #شهدتها #وول #ستريت #منذ
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
📡 المصدر : #الشرق
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖

RELATED POSTS

View all

view all