أخبرت شركة “بوينغ” عملاءها بأنها تقترب من تحقيق هدف إنتاجي رئيسي، ما يشير إلى أن وتيرة تصنيع طائراتها الحيوية من طراز “737” باتت على المسار الصحيح، بعد الحادث المروع الذي وقع على متن إحدى الرحلات العام الماضي.
أوضح جون بلوغير، الرئيس التنفيذي لشركة “إير ليس” (Air Lease)، أكبر جهة أميركية لتمويل الطائرات، أن “بوينغ” تعمل على تحميل خطوط التجميع النهائي لطراز “737” بما يسمح بإنتاج 38 طائرة ضيقة البدن شهرياً، وهو الحد الأقصى المسموح به من قبل إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية.
هياكل طائرات “بوينغ”
وفقاً لأحد العملاء الذي طلب عدم الكشف عن هويته، فإن شركة “سبيريت إيروسيستمز” (Spirit AeroSystems)، التي تصنّع معظم أجزاء هيكل الطائرة في مدينة ويتشيتا بولاية كانساس، تشحن حوالي 9 هياكل أسبوعياً إلى منشآت “بوينغ” في رينتون بولاية واشنطن، ما يعادل نحو 36 طائرة شهرياً، فيما تختبر “بوينغ” خطوط تجميعها قبل اعتماد سقف الإنتاج البالغ 38 طائرة شهرياً بشكل رسمي.
يمثل أي تقدم في إعادة تشغيل مصانع “بوينغ” بوتيرة منتظمة ومتوقعة إنجازاً محورياً بالنسبة للعملاء والجهات التنظيمية والمستثمرين، بعد سلسلة من الأزمات، من أبرزها حادث انفصال لوح جانبي بشكل شبه كارثي من طائرة “737 ماكس” أثناء تحليقها في بداية العام الماضي. فرضت إدارة الطيران الفيدرالية سقفاً على إنتاج هذا الطراز، وهو مصدر إيرادات حيوي، إلى حين أن تثبت “بوينغ” أنها عالجت أوجه القصور في الرقابة على الجودة، واستقرار سلسلة توريدها.
“عليّ أن أقول إن بوينغ أحرزت تقدماً كبيراً” وفق بلوغير، الذي أسس شركة “إير ليس” إلى جانب شريكه ستيفن أودفار-هازي لتصبح واحدة من كبرى شركات تأجير الطائرات على مدى أكثر من عقد.
امتنعت متحدثة باسم “بوينغ” عن التعليق على خطط الإنتاج، كما تعذر الحصول فوراً على تعليق من المتحدث باسم “سبيريت إيروسيستمز”.
مستهدف بوينغ لإنتاج “737 ماكس”
يستهدف الرئيس التنفيذي لشركة “بوينغ”، كيلي أورتبرغ، الوصول إلى معدل شهري قدره 38 طائرة من طراز “ماكس” بحلول منتصف العام، ثم بلوغ هذا المعدل لعدة أشهر، للتأكد من أن الوتيرة الأسرع لا تُثقل كاهل الموردين أو الفنيين العاملين في الشركة. تعتزم “بوينغ” لاحقاً طلب موافقة الجهات التنظيمية الأميركية على زيادة الإنتاج إلى 42 طائرة شهرياً، في خطوة محتملة قبل نهاية العام، على أن تطبق بعد ذلك نمطاً من الزيادات المنتظمة كل ستة أشهر تقريباً.
قال أورتبرغ في مكالمة أرباح أجرتها الشركة في أبريل: “الأساس لتوليد النقد هو تحقيق تقدم مستمر في وتيرة إنتاج طائرات 737 ماكس”. ولفت حينها إلى أن “بوينغ” كانت تنتج الطائرة بمعدل “بين 30 و33 طائرة شهرياً”.
أشار بلوغير، في مقابلة بمقر الشركة في لوس أنجلوس، إلى أن الطائرات من طراز “737 ماكس” التي تطلبها “إير ليس” تصل في موعدها منذ أن طرحت “بوينغ” جدولها الإنتاجي الجديد في نوفمبر، وهو ما ينطبق إلى حد كبير أيضاً على طائراتها من طراز “787 دريملاينر”.
على الرغم من أن ذلك يشكل تحولاً عن التأخيرات التي عانت منها “بوينغ” و”إيرباص” في السنوات الأخيرة، فإن الشركة المصنعة للطائرات تواجه مخاطر جديدة بسبب الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترمب، وما أعقبها من ردود فعل دولية.
أضاف بلوغير: “لنكن واضحين، بوينغ لم تخرج بعد من عنق الزجاجة”، مشدداً على أن الشركة “بحاجة إلى أن تثبت قدرتها على التسليم المستمر، والإنتاج بجودة عالية من دون أي أعطال حقيقية أو مشاكل أو مخاوف تتعلق بالسلامة”.
