حذر أكبر مسؤول دبلوماسي صيني دول “بريكس” من الرضوخ للتهديدات الأميركية بفرض رسوم جمركية، في وقت تلمّح فيه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى احتمال استخدام أدوات تجارية جديدة للضغط على بكين.
قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي، خلال اجتماع مجموعة دول “بريكس”، إن سياسة الاسترضاء لن تؤدي إلا إلى تشجيع “المتنمر”، داعياً مجموعة دول الأسواق الناشئة إلى الوقوف في وجه الرسوم الأميركية. تُظهر هذه التصريحات الحازمة أن الصين تعتزم مقاومة الضغوط التي تهدف إلى دفعها للدخول في محادثات تجارية، وذلك في وقت يشير فيه وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت إلى إمكانية أن تحظر واشنطن صادرات معينة إلى الصين كوسيلة لتعزيز نفوذها.
الرسوم الجمركية ورقة مساومة
قال وانغ في البرازيل يوم الإثنين: “لقد استفادت الولايات المتحدة الأميركية لفترة طويلة استفادة هائلة من التجارة الحرة، لكنها تذهب الآن إلى حد استخدام الرسوم الجمركية كورقة مساومة لفرض رسوم باهظة على جميع الدول. إذا اختار البعض التزام الصمت أو المساومة أو التراجع، فلن يؤدي ذلك إلا إلى دفع المتنمر للتمادي في أفعاله”.
تُبرز دعوة وانغ للمجتمع الدولي مساعي الصين لتصوير نفسها كحامية للتجارة الحرة، في وقت تهدد فيه الرسوم الأميركية بإعادة تشكيل التجارة العالمية. دعت بكين مراراً حلفاءها للدفاع عن النظام التعددي، مطالبة الحكومات الأخرى بعدم إبرام صفقات مع الرئيس الأميركي على حساب المصالح الصينية.
تأتي تصريحات وانغ في وقت تصر فيه واشنطن على أن الكرة في ملعب بكين لخفض التصعيد. قال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت أمس إن الولايات المتحدة تملك “سلماً للتصعيد”، مشيراً إلى أن بلاده “حريصة على عدم الاضطرار إلى استخدامه”، في تعبير يعكس تزايد إحساس الإدارة الأميركية بضرورة دفع الصين إلى طاولة المفاوضات.
خفض التصعيد
أضاف بيسنت في مقابلة مع محطة سي إن بي سي (CNBC): ” كون الصين تعفي كل هذه البضائع من الرسوم يشير إلى أنها تريد خفض التصعيد”، مشيراً إلى تقارير عن قيام بكين بتعليق رسوم جمركية بنسبة 125% على واردات أميركية تشمل المعدات الطبية، وتأجير الطائرات، وما لا يقل عن 8 منتجات مرتبطة بأشباه الموصلات.
تابع قائلاً: “ما لم نقم به بعد هو التصعيد بفرض حظر على هذه البضائع أو منعها تجارياً، وهو ما يمكننا فعله إذا دعت الحاجة، من أجل الحصول على نفوذ أكبر”.
كثيراً ما نفت الصين انخراطها في أي محادثات تجارية مع الولايات المتحدة الأميركية، مطالبة في المقابل باحترام متبادل وإلغاء جميع الرسوم الجمركية كشرط مسبق لأي مفاوضات.
من جانبهم، تعهّد المسؤولون الصينيون أمس بتقديم مزيد من الدعم للمصدرين المتضررين من الرسوم الأميركية، في خطوة تعكس تزايد الحاجة الملحة لحماية قطاع شكل ما يقارب ثلث نمو الاقتصاد خلال العام الماضي.