حصلت المملكة العربية السعودية على حق تنظيم كأس العالم 2034، لتكون أول دولة تستضيف 48 منتخباً بمفردها، ما حفزها على التجهيز لمشروعات كبرى تخص الملاعب والمرافق والوحدات الفندقية، بحسب تقرير “مونديال الشرق-السعودية 2034” الصادر عن “الشرق للأخبار”.
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان صرح بعد إعلان فوز المملكة باستضافة كأس العالم رسمياً، اليوم الأربعاء، أن بلاده “عازمة على المساهمة الفعالة في تطوير كرة القدم حول العالم”. مؤكداً أن “المملكة ستواصل نشر رسائل المحبة والسلام والتسامح متسلحةً بقدراتها وإمكاناتها الكبيرة”.
نال ملف السعودية أعلى تقييم في تاريخ البطولة بحصوله على 420 من 500 درجة خاصة باشتراطات الاستضافة للحدث الذي يُقام كل 4 سنوات. ونوّه رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” جياني إنفانتينو، خلال الفعالية الخاصة بالإعلان عن الدول المضيفة، أن “كأس العالم 2034 ستكون فريدة وغير مسبوقة”. لافتاً إلى أن المملكة “قدمت ملفاً متكاملاً”.
11 ملعباً جديداً
السعودية خصصت 15 ملعباً من بينها 11 ملعباً جديداً، بإجمالي سعة تتجاوز 775 ألف مقعد لاستضافة المباريات، تم توزيعها بواقع 8 ملاعب في الرياض، و4 ملاعب في جدة، وملعب واحد في كل من الخبر وأبها ونيوم.
يُعد ملعب الملك سلمان، الذي سينطلق العمل فيه العام المقبل على أن يكون جاهزاً في 2029، جوهرة تاج الملاعب الجديدة باعتبار أنه سيكون صاحب السعة الكبرى بأكثر من 92 ألف متفرج، كما أنه سيستضيف مباراتي الافتتاح والنهائي.
ستجد المدن المستضيفة للبطولة دعماً ومساندة من 10مدن أخرى هي الباحة وجازان والطائف والمدينة المنورة وأملج والعلا وتبوك وحائل والأحساء وبريدة، وذلك باستضافتها لمعسكرات المنتخبات قبيل وأثناء البطولة.
232 ألف وحدة فندقية
مع وجود 48 منتخباً مشاركاً في البطولة، من المتوقع أن يزور السعودية عدد قياسي من المشجعين، وهو ما تستعد له المملكة بتجهيز أكثر من 232 ألف وحدة فندقية لاستضافتهم، في المدن الخمس التي ستقام بها المباريات.
ووفقاً للبيانات التي جمعها تقرير “مونديال الشرق- السعودية 2034″، فإن عدد الوحدات الجاهزة بالفعل حالياً هو 47 ألف وحدة فندقية في الرياض وجدة والخبر ونيوم وأبها، ما يعني أنه سيتم العمل على تجهيز أكثر من 185 ألف وحدة فندقية.
كما خصصت السعودية 10 ساحات لاحتفالات الجماهير في المدن الخمس المستضيفة للمباريات، تتسم بتنويع السعة الجماهيرية، أكبرها حديقة الملك سلمان بالرياض التي تتسع لنحو 80 ألف مشجع.
استثمارات ضمن رؤية 2030
لم تعلن السعودية عن ميزانية مخصصة للبطولة، لكن ياسر المسحل رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، قال في هذا الصدد لـ”الشرق”: “ليس هناك مبالغ ضخمة مخصصة لتطوير منشآت كأس العالم، حيث تعيش المملكة في مرحلة رؤية 2030، وهناك طلب عال جداً للبنى التحتية، وخطط للتوسع في الفنادق، والمستشفيات، والقطاع السياحي، وكذلك في قطاع كرة القدم، ولا توجد مشكلة فيما يتم إنفاقه فهو يلبي الاحتياجات”.
وأضاف: “بلا شك لابد أن تكون هناك جدوى اقتصادية مرتفعة، فعندما يزور البلاد ملايين الأشخاص، فإن الإرث الذي يتركونه والانطباع عن السعودية كبلد مضياف، يجعل هؤلاء الجماهير يكررون التجربة”.
رغم غياب الأرقام المحددة، يُتوقع أن تبلغ تكلفة إنشاء وتجديد الملاعب المستضيفة للبطولة ما بين 20 و25 مليار دولار تقريباً، قياساً على التقديرات العالمية لكلفة بناء الملاعب، كذلك سيتم تشييد نحو 185 ألف وحدة فندقية جديدة، والقيام بتجهيزات ضخمة على مستوى الطرق والنقل والمواصلات.
كل ذلك يُضاف إلى خطط المملكة في النمو والتوسع، استعداداً لاستقبال جماهير المونديال الذين قد يصل عددهم إلى 5 ملايين مشجع، قياساً على عدد المنتخبات المشاركة والسعة الجماهيرية للملاعب، والرقعة الجغرافية الكبيرة للمملكة، وتعدد مزاراتها وتنوع أجوائها في مختلف المدن.