أكدت “الاتحاد للطيران” الإماراتية استعدادها للمضي قدماً في الطرح الأولي متى قرر مساهموها، فيما أبدت عدم احتياج للسيولة المتولدة من الطرح في ظل مركز مالي قوي، وسط أجواء حذرة بالأسواق جراء تأثيرات الرسوم الجمركية الأميركية التي تلقي بظلالها على شهية المستثمرين، وتسببت في توقف بعض الاكتتابات وصفقات الدمج والاستحواذ عالمياً.
قال أنطونوالدو نيفيس الرئيس التنفيذي للشركة في مقابلة مع تلفزيون “بلومبرغ” إن الشركة ليست في حاجة لسيولة نقدية من حصيلة الطرح المحتمل في الوقت الحالي. قفزت أرباح “الاتحاد للطيران” بأكثر من ثلاثة أضعاف لتصل إلى 476 مليون دولار في العام الماضي، وهي الأعلى في تاريخها، بدعم من ارتفاع إيرادات المسافرين والشحن، فيما زادت إيراداتها بمقدار الربع لتبلغ 6.9 مليار دولار.
أفادت رويترز مؤخراً بأن الشركة ستشرع في الطرح العام الأولي، الذي سيشكل الأول من نوعه في قطاع الطيران الخليجي منذ 2008، لحصة تصل إلى 20% في سوق أبوظبي للأوراق المالية، مستهدفة جمع نحو مليار دولار، وذلك في فبراير الماضي.
تحسن مالي في “الاتحاد للطيران”
ذكر الرئيس التنفيذي لـ”بلومبرغ”:”حققنا تحسناً كبيراً على المستوى المالي.. لدينا ميزانية جيدة، وربحية جيدة في الوقت الحالي.. في الحقيقة لسنا في حاجة إلى سيولة حالياً”.
قال نيفيس، في فبراير أيضاً، إن “الاتحاد”، المملوكة لصندق الثروة السيادي “القابضة” (ADQ) بأبوظبي، تتأهب للطرح ربما في نفس الشهر، مضيفاً أن “الاتحاد جاهزة، أي شركة طيران في العالم لديها الطموح للنمو وأن تكون مؤثرة، تحتاج لأن تطرق مصادر مختلفة لرأس المال”.
وأضاف نيفيس، الذي أشرف على طرح شركة “أزول” (Azul) ثالث أكبر شركة طيران في البرازيل في بورصة نيويورك في 2017، “الطريقة التي أرى بها الطروحات العامة الأولية، أنها مجرد مصدر آخر لرأس المال”، بحسب مقابلة أجراها مع صحيفة “صنداي تايمز”.
رسوم ترمب تربك الصفقات
الطرح المحتمل للاتحاد سيجعلها أول شركة طيران خليجية تطرح أسهمها منذ إدراج “طيران الجزيرة” الكويتية في 2008. وتشير الحصيلة المستهدفة للطرح إلى أن القيمة الإجمالية للشركة عند الطرح ستصل إلى قرابة خمسة مليارات دولار.
توقفت صفقات استحواذ وطروحات عامة أولية تُقدر قيمتها بمليارات الدولارات، بعدما تسببت الحرب التجارية التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترمب في قلب الاقتصاد العالمي رأساً على عقب، ما فاقم تعقيدات سوق الصفقات التي كانت تواجه صعوبات أصلاً منذ بداية العام الحالي، بحسب ما أفادت به “بلومبرغ” في أوائل أبريل الجاري.
يأتي هذا الطرح المرتقب في ظل استمرار جهود الحكومات بالخليج لتنويع اقتصاداتها، وتعميق أسواق رأس المال، ويتوقع المشاركون في السوق استمرار موجة الطروحات. وخلال العام الماضي، جمعت شركات المنطقة نحو 13 مليار دولار تقريباً من نافذة الاكتتابات العامة الأولية، ما يجعل 2024 ثاني أفضل سنة للطروحات في الشرق الأوسط منذ جائحة كورونا.