تسعى شركة “إيرباص” إلى العودة بقوة في يونيو المقبل، عبر الإعلان عن مجموعة جديدة من الطلبيات، بعدما نجحت منافستها اللدودة “بوينغ” في تسجيل أكبر صفقة في تاريخها خلال شهر مايو الجاري، ما ترك الشركة الأوروبية بلا أي طلبات تُذكر.
توجه الشركة المصنعة للطائرات أنظارها حالياً نحو معرض باريس للطيران، المقرر انعقاده في منتصف الشهر المقبل، إذ تستعد بعض شركات الطيران في الشرق الأوسط لتقديم طلبيات جديدة لطائرات عريضة البدن.
طيران الرياض
من بين المشترين المحتملين شركة “طيران الرياض“، الناقل الجديد في المملكة العربية السعودية، التي تسعى للحصول على ما يصل إلى 50 طائرة من طراز “إيرباص 350” عريضة البدن، وفقاً لأشخاص مطلعين على المفاوضات. كما تدرس شركة “الاتحاد للطيران” في أبوظبي تقديم طلبية للطراز نفسه ذي الممرين، بحسب ما ذكره الأشخاص الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم نظراً لأن المناقشات خاصة.
تعد فعالية الطيران السنوي، الذي يتناوب تنظيمه بين باريس وفارنبورو في جنوب إنجلترا، ساحة نشطة لعقد الصفقات والإعلان عن الطلبيات الجديدة، واعتادت “إيرباص” أن تكون الطرف الأقوى في العاصمة الفرنسية. غير أن “بوينغ” استأثرت بعدد من الأيام القوية بشكل استثنائي في شهر مايو الحالي خلال زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى الشرق الأوسط، إذ عاد بمجموعة من الالتزامات التجارية، من بينها صفقة شراء محتملة من شركة “الخطوط الجوية القطرية” لما يصل إلى 210 طائرات “بوينغ” عريضة البدن.
رفضت كل من “إيرباص” و”الاتحاد للطيران” التعليق على الأمر. أما “طيران الرياض” فقالت إن “هناك جهود جارية لطلب طائرات عريضة البدن جداً، وسيُتخذ القرار خلال الأشهر المقبلة”. أشار الأشخاص المطلعون إلى أن عدد الطائرات وتوقيت الإعلان قد يتغيران، إذ إن الشركاء غالباً ما يواصلون التفاوض حتى اللحظات الأخيرة لحسم تفاصيل الالتزامات النهائية.
شركات الطيران في الشرق الأوسط
لطالما كانت شركات الطيران في الشرق الأوسط قاعدة عملاء مهمة لكلٍ من “بوينغ” و”إيرباص”، إذ إنها تميل إلى تقديم طلبيات بأعداد كبيرة، وتركز في أساطيلها على الطائرات عريضة البدن التي تُدر عوائد أكبر. يُعد طراز “787 دريملاينر” من “بوينغ” واحداً من الطائرات المفضلة لدى شركات الطيران حول العالم، في حين تسعى “إيرباص” إلى كسر هيمنة منافستها الأميركية على قطاع الرحلات الطويلة عبر طرازاتها “A350″ و”A330” بتصميم مطور.
لكن طراز “A350” تحديداً تعرضت لبعض الانتقادات من قبل شركات الطيران في المناطق الحارة مثل الخليج، بسبب مشكلات في متانة المحركات المصنعة من قبل شركة “رولز رويس هولدينغز” في درجات الحرارة المرتفعة. دفع ذلك شركات مثل “طيران الإمارات” إلى التريث وعدم المضي في عمليات شراء ضخمة لهذا الطراز، والتركيز بدلاً من ذلك على طائرات “بوينغ”، بما في ذلك طراز “777 إكس” (777X).
ورغم أن “الخطوط الجوية القطرية” راهنت بالكامل على “بوينغ” في التزاماتها خلال مايو، إلا أن الشركة لم تستبعد بالكامل تقديم طلبية لدى “إيرباص”. ويُعزى الامتناع عن شراء طراز “A350” جزئياً إلى أداء محرك “رولز رويس” على النسخة الأكبر “A350-1000″، وفقاً لأحد المطلعين. وتجدر الإشارة إلى أن هذا الطراز يعتمد على محرك واحد فقط، ما يعني أن “إيرباص” تعتمد على دعم “رولز رويس” في تسويق هذه الطائرة للمشترين المحتملين.
طيران الإمارات
من غير المرجح أن تُقدم “طيران الإمارات“، أكبر ناقل دولي في العالم، على تسجيل طلبات شراء خلال معرض باريس، إذ اعتادت أن تحفظ إعلاناتها الكبرى لمعرض دبي للطيران الذي يُقام كل عامين في مقرها الرئيسي. تبحث الشركة حالياً إمكانية شراء العشرات من طائرات “A350” الإضافية، غير أن الرئيس التنفيذي تيم كلارك قد يُرجئ القرار إلى حين إثبات “رولز رويس” تحسن مستوى الاعتمادية في محركها، وفقاً لما ذكره شخصان.
كانت الشركة قد طلبت شراء 15 طائرة من الطراز الأصغر “A350-900” خلال معرض دبي في 2023، لكنها امتنعت حينها عن شراء النسخة الأكبر التي كان كلارك من أبرز المنتقدين لأدائها.
سجلت شركات الطيران في منطقة الشرق الأوسط أقوى أداء مالي على مستوى العالم خلال العام الماضي، وكانت المنطقة الوحيدة التي شهدت ارتفاعاً في عوائد الركاب، بفضل الطلب القوي على السفر الطويل في الدرجة الممتازة، بحسب الاتحاد الدولي للنقل الجوي “إياتا”. مع استمرار هذا الطلب، من المتوقع أن تسجل شركات الطيران في المنطقة طلبيات قياسية العام الجاري.
اجتماع “إياتا” السنوي في الهند
تنطلق الأسبوع الحالي واحدة من أبرز الفعاليات في قطاع الطيران، حيث يجتمع المئات من كبار التنفيذيين في نيودلهي لحضور الاجتماع السنوي للجمعية العامة للاتحاد الدولي للنقل الجوي. ويأتي من بين الموضوعات المحتملة للنقاش تأثير الرسوم الجمركية والاضطرابات الجيوسياسية على سلوك المسافرين ونقص الطائرات الجديدة وأهداف القطاع في خفض الانبعاثات.
رغم أن إعلانات شراء الطائرات لا تصدر عادة خلال هذا الحدث، إلا أن العديد من التنفيذيين يعقدون لقاءات مغلقة خلال الاجتماع السنوي العام للاتحاد لإبرام صفقات يمكن الإعلان عنها لاحقاً خلال معرض الطيران بعد أسابيع قليلة.
