يرتقب أن يدشن المغرب رسمياً أول مصنع لإنتاج مواد الكاثود النشطة لبطاريات السيارات الكهربائية على مستوى أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط الشهر المقبل من قِبل شركة “كوبكو” (Cobco)، وهي مشروع مشترك بين الشركة الصينية “سي إن جي آر” (CNGR) وصندوق “المدى” الاستثماري المغربي، بحسب ما علمته “الشرق” من مصادر مطلعة.
بدأ المصنع هذا العام أولى التجارب لإنتاج مكونات البطاريات بطاقة أولية تناهز 40 ألف طناً، وجرى تسليم أولى الشحنات للعملاء هذا الشهر، بحسب المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه لكون المعلومات غير معلنة. يتوقع أن تصل القدرة الإنتاجية إلى 120 ألف طناً سنوياً من مكونات البطارية بنهاية العام.
“مكونات (NMC) التي سيجري إنتاجها في المصنع المغربي تمثل 50% من البطارية، وسيتم تصديرها أغلبها إلى الخارج”، وفقاً للمصدر. مضيفاً: “هذا المصنع هو الأول من نوعه على مستوى الجنوب العالمي، الذي ينتج هذه المكونات الأساسية في البطارية”.
أول اتفاقية تصدير مع شركة بلجيكية
كان صندوق “المدى” و”CNGR” وقعا اتفاقاً عام 2023 لإطلاق هذا المصنع الواقع في موقع الجرف الأصفر وسط المملكة باستثمار يناهز 20 مليار درهم (حوالي ملياري دولار). ويسعى المشروع لتلبية الطلب المتزايد على مكونات البطاريات في أوروبا وأميركا الشمالية.
وقعت شركة “Cobco” الشهر الماضي أول اتفاقية تصدير لمواد الكاثود النشطة الأولية مع شركة “أوميكور” (Umicore)، وهي شركة مقرها في بلجيكا تعمل في حلول مواد البطاريات.
بالإضافة إلى مواد الكاثود النشطة، يُرتقب أن يتوسع المصنع المغربي مستقبلاً في إنتاج في مواد كاثود فوسفات حديد الليثيوم (LFP)، وإعادة تدوير الكتلة السوداء، بهدف إنشاء منظومة متكاملة ودائرية لمواد البطاريات بسعة إجمالية تعادل 70 غيغاواط ساعة، ما يكفي لتشغيل أكثر من مليون سيارة كهربائية سنوياً.
استقطب المغرب في السنوات الأخيرة عدداً من مشاريع إنتاج بطاريات الكهربائية، من بينها أول مصنع ضخم من طرف المجموعة الأوروبية الصينية “غوشن هاي تك” (Gotion High-Tech) والذي سيكون أول منظومة صناعية ضخمة لإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية وأنظمة تخزين الطاقة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، بحسب بيان المجموعة، على أن ينتج أول بطارية كاملة بحلول العام المقبل.
