تبلغ فجوة الاستثمارات المطلوبة في الوقود الأحفوري حتى عام 2050 نحو 20%، لتظل إمدادات الطاقة التقليدية بنفس المستويات الحالية، بحسب جمال عيسى اللوغاني، أمين عام منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول “أوابك”.
وأضاف في مقابلة مع “الشرق”، على هامش النسخة الثانية من ندوة مسارات خفض الانبعاثات الكربونية في الصناعات البترولية المنعقدة في الرياض، أن المنطقة العربية يقع على عاتقها جزء من المسؤولية للحفاظ على تزويد العالم بالطاقة، كونها تستحوذ على 29% من إمدادات الطاقة العالمية، وتحتوي على نسبة أكبر من إجمالي الاحتياطيات العالمية.
وأوضح اللوغاني أن مقومات الاستثمار في الوقود الأحفوري بالمنطقة قائمة، فالبنية التحتية موجودة، والتدفقات المالية متوفرة، كما أن “النفط سيبقى أهم مصدر للطاقة على مستوى العالم، حيث أن مصادر الطاقة المتجددة لن تتمكن من تلبية الطلب العالمي بالكامل”.
يرى بعض الخبراء أن الاستغناء التام عن الوقود الأحفوري في المدى القريب غير واقعي، نظراً لاعتماد العالم على مصادره ووضع البنية التحتية الحالية الذي لا يدعم التوسع في إنتاج الطاقات النظيفة. لذلك، يتوقعون أن يستمر الوقود الأحفوري في لعب دور أساسي في مزيج الطاقة العالمي، مع التركيز على تقليل تأثيراته البيئية من خلال الابتكار والتكنولوجيا.
الاستثمار في الوقود الأحفوري
تواصل الدول العربية تعزيز استثماراتها في قطاع الوقود الأحفوري، مع التركيز على تطوير البنية التحتية وتوسيع نطاق الإنتاج. وضخت السعودية استثمارات كبيرة في قطاع الوقود الأحفوري بالصين، أكبر مشترٍ لصادراتها النفطية. وفي الإمارات ستتمكن شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، بفضل الاستثمارات، من تحقيق هدفها بزيادة إنتاجها من النفط الخام إلى 5 ملايين برميل يومياً قبل الموعد المحدد بحلول 2030 بعدة سنوات. كما أطلقت قطر مشاريع لزيادة إنتاجها من الغاز الطبيعي المسال بنسبة 64% بحلول عام 2027.
استثمارات الطاقة المتجددة
على الجانب الأخر، تشهد الدول العربية تحولاً ملحوظاً نحو الاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة، مدفوعة برؤية استراتيجية تهدف إلى تنويع مصادر الطاقة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
في هذا السياق، أعلنت السعودية عن خطط طموحة لتطوير مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح ضمن رؤية 2030، حيث تهدف إلى توليد 50% من احتياجاتها الكهربائية من مصادر متجددة بحلول عام 2030. كذلك تقوم الحكومات في الإمارات ومصر والمغرب بمشاريع ضخمة في المجال.
يرى اللوغاني أنه، إلى جانب أهمية ضخ الاستثمارات في الطاقة التقليدية، تظل قضية خفض ونزع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون مسألة هامة، وتحتاج لتضافر جهود الجميع، خاصة من الدول المنتجة والمصدرة للوقود الأحفوري.