ارتفعت أسعار النفط بعد تقرير نشرته شبكة “سي إن إن” أفاد بأن معلومات استخباراتية أميركية جديدة تشير إلى أن إسرائيل تستعد لاحتمال تنفيذ ضربة على المنشآت النووية الإيرانية. كما صعدت الأسهم الآسيوية.
وقفز خام “برنت” ليتجاوز 66 دولاراً للبرميل. وذكرت “سي إن إن”، نقلاً عن مسؤولين لم تسمّهم، أنه لم يتضح بعد ما إذا كان القادة الإسرائيليون قد اتخذوا قراراً نهائياً بتنفيذ الضربات.
في المقابل، تراجعت العقود الآجلة لمؤشري “إس آند بي 500″ و”ناسداك 100” في التداولات الآسيوية بنسبة 0.1%، مقلصة بعضاً من خسائرها السابقة خلال اليوم. كما ارتفع كل من الفرنك السويسري والين الياباني باعتبارهما من الأصول الآمنة. وارتفعت الأسهم الآسيوية بنسبة 0.5%.
قد تزيد التوترات الجيوسياسية من الضغوط على الأسواق التي شهدت بعض الهدوء مؤخراً بعد شهر من الاضطرابات التي تسبب بها هجوم الرسوم الجمركية الذي شنه الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وبعد أن أنعشت المفاوضات التجارية الأميركية مع الصين التفاؤل، يبحث المستثمرون الآن عن مؤشرات حول ما إذا كان هذا الصعود في الأسهم سيستمر. ويقترب مؤشر “إس آند بي 500” من مستويات يعتبرها بعض المحللين الفنيين مؤشراً على ارتفاع مفرط.
محفزات جديدة
كتب كايل رودا، كبير محللي الأسواق في “كابيتال.كوم”: “الأسواق متعطشة لمحفزات جديدة تزيد من شهية المخاطرة”. وأضاف: “التدفق المنتظم للأنباء المتعلقة بالتجارة تراجع كثيراً، والولايات المتحدة لم تُظهر مؤشرات واضحة بشأن وجود اتفاقات أو مفاوضات حالية”.
شهدت أسعار النفط تقلبات كبيرة منذ الأسبوع الماضي نتيجة الأخبار المتضاربة حول مصير المحادثات بين إيران والولايات المتحدة، والتي قد تمهد الطريق لعودة كميات أكبر من النفط إلى السوق، في وقت يُتوقع فيه وجود فائض في المعروض في وقت لاحق من هذا العام.
ومن شأن أي هجوم إسرائيلي أن يعطل هذا التقدم ويزيد من حدة التوترات في الشرق الأوسط، الذي يوفّر نحو ثلث إمدادات النفط العالمية.
وأدت التوترات إلى زيادة الطلب على الأصول الآمنة في تداولات آسيا المبكرة، مما دفع مؤشر الدولار إلى التراجع.
خفوت بريق الدولار
قال ريتشارد فرانولوفيتش، رئيس استراتيجية العملات الأجنبية في “ويستباك بنك”: “فقد الدولار الأميركي بريقه كأصل احتياطي آمن لا يُنازع”. وأضاف: “هذه الاضطرابات الجيوسياسية الدورية ستظهر بشكل أوضح في العملات البديلة مثل الين والفرنك السويسري في المستقبل”.
وأوضح محللو “مورغان ستانلي” أن ضعف الدولار وانخفاض أسعار الفائدة سيساعدان أسواق الأسهم الآسيوية. وارتفع مؤشر “مورغان ستانلي آسيا-باسيفيك” بنسبة 0.5% يوم الأربعاء، بدعم من شركات التكنولوجيا مثل “تايوان سيميكوندكتور مانيوفاكتشيورينغ”، والشركات المالية مثل مجموعة “ميزوهو” المالية.
وفي الوقت ذاته، قال ألبرتو موسالم، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس، إن الرسوم الجمركية من المرجح أن تثقل كاهل الاقتصاد الأميركي وتضعف سوق العمل. وأوضح أن الفيدرالي قادر على تقديم “استجابة متوازنة” تجمع بين استقرار التضخم وتوفير الوظائف، طالما أن توقعات الأميركيين بشأن الأسعار المستقبلية تظل ضمن هدف البنك البالغ 2%.
وارتفعت عوائد سندات الخزانة الأميركية طويلة الأجل يوم الثلاثاء، حيث سلطت مفاوضات الميزانية الأميركية المتعثرة الضوء على تنامي الإنفاق والعجز، مما دفع المتداولين إلى تكثيف رهاناتهم على مزيد من الارتفاع في العوائد.
ويشعر ترمب بالإحباط من مطالب رفع الحد الأقصى لخصم الضرائب المحلية وضرائب الولايات، بحسب مسؤول في الإدارة الأميركية، ما يشير إلى احتمال وجود طريق مسدود، في وقت يسعى فيه الجمهوريون لتمرير مشروع قانون ضخم لخفض الضرائب.
تصاعد الدين الأميركي
يتزايد إقبال المتداولين على الرهانات التي تتوقع صعوداً حاداً في عوائد سندات الخزانة الأميركية طويلة الأجل، بسبب القلق من تصاعد الدين والعجز الحكومي. ومن بين أبرز هذه الرهانات توقعات ببلوغ عائد السندات لأجل 10 سنوات مستوى 5%.
وفي اليابان، وجهت سوق السندات الحكومية إنذاراً للبنك المركزي، مفاده أن تقليص مشتريات السندات يجب أن يتم بحذر شديد.
واتضح هذا التحدي الأسبوع الجاري، إذ أحجم المستثمرون عن المشاركة في مزاد للسندات الحكومية، مما أدى إلى ارتفاع حاد في العوائد، في وقت يستعد فيه المشاركون في السوق لاجتماع بنك اليابان الذي سيناقش خطط تقليص برنامج شراء السندات.