تراجعت أسعار الذهب للمرة الثانية في غضون ثلاثة أيام، وسط تقييم المتداولين في الأسواق لبيانات التضخم الأميركية لشهر أبريل، والتي جاءت دون التوقعات، إلى جانب تراجع حدة التوترات التجارية مع الصين.
هبط سعر المعدن النفيس بنسبة 0.9% قبل أن يقلص جزءاً من خسائره، وسط تقارير حول محادثات بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بشأن سياسات العملة تسبب بدورها في تراجع الدولار. سجل الذهب تراجعاً كبيراً يوم الإثنين عقب إعلان هدنة تجارية بين واشنطن وبكين، ما دفع المستثمرين إلى تحويل استثماراتهم بعيداً عن الملاذات الآمنة.
أوضح جاستن لين، المحلل لدى شركة “غلوبال إكس إي تي إف إس” (Global X ETFs)، أن “معدلات الرسوم الجمركية التي تم الإعلان عنها بين الولايات المتحدة والصين فاجأت الأسواق بأنها منخفضة أكثر من المتوقع بشكل ملحوظ، وهو ما خفف قلق المستثمرين من مخاطر النمو المرتبطة بالتجارة”. وأضاف أنه “من المرجح نزوح رؤوس الأموال بعيداً عن القطاعات الدفاعية والذهب”.
هدنة تجارية تحفز شهية المستثمرين
أعاد التقدم المفاجئ في المحادثات التجارية، الذي أعقب اجتماعاً عُقد في سويسرا في وقت سابق من الأسبوع، شهية المستثمرين تجاه الأصول عالية المخاطر، مما أشعل موجة صعود محا بها مؤشر “إس آند بي 500” الخسائر التي تكبدها منذ بداية العام.
لا يزال المعدن الثمين مرتفعاً بنحو الخُمس هذا العام، بعد أن سجل مستوى قياسي تجاوز 3500 دولار للأونصة الشهر الماضي، وسط تصاعد التوترات التجارية. وكان المستثمرون يخشون أن تُحفز هذه المواجهة تباطؤاً في النمو أو ركوداً اقتصادياً، إلى جانب تسارع التضخم.
التضخم الأميركي أضعف من المتوقع
كشفت بيانات صدرت يوم الثلاثاء أن وتيرة نمو الأسعار في الولايات المتحدة خلال أبريل كانت أقل من التوقعات، ما يشير إلى أن الشركات لم تسارع إلى تمرير الأعباء الناتجة عن الرسوم الجمركية المرتفعة إلى المستهلكين. قد يعزز ذلك حُجّة مجلس الاحتياطي الفيدرالي في إجراء خفض إضافي لأسعار الفائدة هذا العام، ما يزيد من جاذبية الذهب الذي لا يدر فائدة بالنسبة للمستثمرين.
انخفض سعر الذهب الفوري بنسبة 0.6% ليصل إلى 3232.50 دولار للأونصة عند الساعة 10:05 صباحاً بتوقيت لندن، بعد أن ارتفع بنسبة 0.4% يوم الثلاثاء.
كما هبط مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري بنسبة 0.4%. وسجلت أسعار الفضة انخفاضاً طفيفاً، بينما ارتفعت أسعار البلاتين والبلاديوم.