صعدت أرباح بنك “أبوظبي الأول” في الربع الأول من العام الجاري بفضل تحسن الإيرادات من الفائدة والأنشطة الأخرى، وفي ظل تراجع المخصصات، بينما خضع أكبر مصرف في الإمارات مؤخراً لعملية إعادة هيكلة داخلية كبيرة لقطاعات أعماله تزامنت مع رحيل عدد من كبار مسؤوليه واستقطاب آخرين.
حقق البنك أرباحاً 5.13 مليار درهم في الفترة بين يناير ومارس الماضي بنمو 23% على أساس سنوي على الرغم من زيادة متطلبات ضريبة الشركات التي دخلت حيز التنفيذ مطلع العام الحالي، بينما بلغت إيرادات التشغيل 8.81 مليار درهم، مرتفعة 11% على أساس سنوي، ما فاق متوسط توقعات محللين استطلعت بلومبرغ آراءهم عند 8.18 مليار درهم.
يُعد “بنك أبوظبي الأول” أبرز جهة يتم من خلالها توظيف عائدات النفط في الاقتصاد المحلي. تعود ملكية جزء من البنك إلى صندوق الثروة السيادي “مبادلة للاستثمار”، كما سبق أن درس تقديم عرض استحواذ طموح على بنك “ستاندرد تشارترد” في مؤشر على تنامي القوة المالية للمنطقة.
نمو التسهيلات والرسوم والعمولات
تلقى أداء البنك الدعم من زيادة الإيرادات من الفائدة 3% على أساس سنوي في الربع الأول من العام إلى قرابة 5 مليارات درهم بفضل نمو التسهيلات، بينما زادت الإيرادات من غير الفائدة بوتيرة أقوى بلغت 22% في نفس الفترة لتصل إلى 3.8 مليار درهم بفعل زيادة الرسوم والعمولات وأنشطة الصرف الأجنبي والاستثمار.
تراجعت مخصصات انخفاض القيمة 29% في تلك الفترة إلى 724 مليون درهم مما يعكس تحسناً في جودة الأصول. “تعكس هذه النتائج مواصلة تنفيذ ألوياتنا الاستراتيجية مستفيدين من نمو وازدهار الاقتصاد الوطني، وتوسع شبكتنا الدولية وقطاعات الأعمال…بالإضافة إلى فروعنا الخارجية”، بحسب ما قالته هناء الرستماني الرئيسة التنفيذية للبنك.
زادت القروض والسلفيات والتمويل الإسلامي 8% إلى 548 مليار درهم بنهاية مارس الماضي، بينما تباطأت عنها وتيرة نمو ودائع العملاء لتبلغ 4% فحسب إلى 839 مليار درهم.
إعادة الهيكلة في “أبوظبي الأول”
خضع البنك لعملية إعادة هيكلة في الآونة الأخيرة، تهدف إلى تعزيز عوائد المساهمين، وتشمل إعادة توزيع أنشطته بين قطاعات رئيسية للأعمال، وهي: الخدمات المصرفية للاستثمار والأسواق، والخدمات المصرفية للشركات والمؤسسات، والخدمات المصرفية للأفراد والأعمال وإدارة الثروات. وخلال الربع الأول، أفادت “بلومبرغ” برحيل عدد من كبار المديرين التنفيذيين في البنك المعنيين بأنشطة الائتمان والأسواق العالمية والموارد البشرية، بينما استقطب البنك اثنين من المخضرمين في “سيتي غروب” لتولي مناصب إدارية رفيعة ضمن الهيكل الجديد.
تعكس هذه المغادرات تحولاً جديداً في صفوف الإدارة العليا للبنك، الذي شهد خلال السنوات الأربع الماضية توظيف عدد من الكفاءات من مؤسسات مالية عالمية، في مقابل معدل مغادرات وتعيينات عالٍ للمديرين في المناصب القيادية.
على الصعيد الأداء القطاعي، قاد قطاع الخدمات المصرفية للاستثمار والأسواق النمو خلال الربع الأول إذ ارتفعت إيراداته 15% على أساس سنوي إلى 3.06 مليار درهم، وتلاه قطاع الخدمات المصرفية للشركات ثم خدمات الأفراد والأعمال بنمو 12% و11% على الترتيب.
أصول “بنك أبوظبي الأول”
زاد إجمالي أصول البنوك إلى 1.3 تريليون درهم (356 مليار دولار) بنهاية مارس. وبلغت نسبة القروض المتعثرة 3.3% في الثلاثة أشهر الأولى من العام بانخفاض 40 نقطة أساس مقارنة مع نفس الفترة من 2024، في حين ارتفعت نسبة تغطية المخصصات إلى 98% في نفس الفترة.
على صعيد الأداء جغرافياً، حافظت السوق المحلية على قيادة النمو، إذ سجلت إيرادات 7.3 مليار درهم بنمو 25%، بينما انخفضت الإيرادات من الأنشطة الدولية 29% على أساس سنوي إلى 1.5 مليار درهم. وارتفعت مساهمة محفظة البنك الدولية إلى 23% من الأرباح مقارنة مع 20% في 2023.